لا شك أن الظروف التي تمر بها دولتنا من تربص بها ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار أمر يجعلنا نقول: «الوطن أولاً»وهذا التربص والعداء يأتي من أن دولتنا حباها الله بكثير من المزايا التي حسدت عليها، لذا يجب الوقوف صفاً واحداً مع مملكتنا الحبيبة فعندما يأتي الأمر على بلادنا نقف أمام كل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا، ونحن مع دولتنا بكل ما تصدره من قرارات.
وإن قطع العلاقات وإغلاق المنافذ أمام قطر، يعود «لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي»، بهدف حماية أمننا الوطني «من مخاطر الإرهاب والتطرف فهنا نقف صفاً واحداً أمام كل متربص وحكومتنا قد وجهت رسالة حازمة لشقيقتها الصغرى، مفادها أن وقت مجاملات الأعراف الأسرية والصبر على الأذى قد ولى، فإما احترام حقيقي لحقوق الجيرة وأصول العلاقات الدولية وكف للأذى، أو مواجهة العواقب الوخيمة، وهي في عهد الحزم عواقب لن تعود لمربع سحب السفراء، ولن تتوقف أيضاً عند قطع العلاقات الدبلوماسية. فدولتنا التي صبرت أكثر من 20 عاماً على الأذى احتراماً لحقوق الجيرة وأعراف الروابط الأسرية التاريخية وحفاظاً على جسور الترابط الخليجي لم تعد ملزمة بتحمل تلك الانتهاكات. فنحن في عهد الجزم والعزم.
بالفعل لا أدري ماذا أكتب في حقّ وطن عظيم، أو من أين أبدأ كلامي؟.. فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها وصفا كلمات الشّكر لك يا أغلى وطن.. نعم يولد حبُّ الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها. وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم- على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليََّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيَّن لنا واجب الحبِّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلِّ شخصٍ سواء كان صغيراً أم كبيراً. ويعتبر حبُّ الوطن رمزاً وفخراً واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلِّ قوَّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدِّره لتوفيره الأمن لنا؛ فلهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلِّ فرد أن يلتزم بها. وأتذكر قول أحد جبابرة التاريخ «أحسوا بحب الوطن»، ولقد قال نابليون بونابرت في منفاه وهو على سرير الموت: «خذوا قلبي ليُدفن في فرنسا».
ما أكتبه وانثره لما في قلبي من محبة لهذا البلد حيث ليس في القلب والفؤاد شيء إلا حب هذه الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا، لقد ذقت مرارات الفراق عن هذا الوطن المملكة العربية السعودية والتي هي التاج الذي على رؤوسنا، وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد غيرك يا وطني فأنت عشقي الأول، أبعد ذلك أسأل عنك يا وطني».
وختاماً لمقالي ادعو الله أن يحقق النصر والتمكين لدولتنا في ظل حكومتنا الرشيدة وأن يحفظ ملك السلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزير -حفظه الله-، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن نايف -حفظه الله-، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان -رعاه الله-.