أخذ النظام القطري على نفسه بأن تكون دولته حاضنة للجماعات الإرهابية والقيادات المتطرفة والمطلوبة للعدالة مما يزيد في عزلتها بين دول المنطقة ويضعها تحت طائلة العقوبات الدولية بعد احتضانها للجماعات الخارجة على النظام الحاكم والداعية إلى التمرد ونشر الفوضى والتخريب، وعلى رأس هذه الجماعات الإرهابية جماعة الأخوان المسلمين المدرجة بقوائم الإرهاب بمصر وأغلب دول الخليج باستثناء قطر التي لم تتوان عن احتضان رئيس ما يسمى (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) يوسف القرضاوي فكان ترحيب الحكومة القطرية حارا فضلاً عن منحه الجنسية القطرية وإجلاله وإكرامه بعد أن وصل لها هارباً بعد الحكم عليه من القضاء المصري بالإعدام في قضية اقتحام السجون، كما صدرت بحقه العديد من التهم منها الخيانة العظمى والتحريض ضد الجيش المصري والدعوة للفوضى داخل البلاد.ليس هذا فحسب بل لحق به لوجهة الإرهاب الدولية المطلوب وجدي غنيم والمتهم بتشكيل خلية إرهابية ضد الأقباط والتأجيج لاستهداف منشآت حيوية وعسكرية.لتواصل قطر تحديها لأمن مصر بتقديم التسهيلات لرئيس حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية الإرهابية طارق الزمر الذي يعد الذراع السياسية للجماعة والمتهم من العدالة المصرية وقضائها على ضوء تحريضاته الشعبية للخروج على الحكومة المصرية والعنف وزعزعة الأمن مما دعا القضاء المصري لإسقاط الجنسية عنه.
فما كان من الإرهابي عصام عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية الاسم فقط وإرهابية العمل والمحكوم بالإعدام غيابيا في قضية (مسجد الاستقامة) المحكوم مع عزت صبرى حسن، وأنور علي شلتوت، وعزت مصطفى، ومحمد علي طلبة، بالإعدام شنقاً، ودعواته التحريضية ضد الحكومة بعد عزل الرئيس المخلوع مرسي ونظامه.
ولتواصل مسلسلها كذلك مع الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة المطلوب عمرو دراج له نصيب من الحضن القطري بعد أن أدرج دراج على قائمة الإرهاب والمطلوبين للعدالة المصرية بعد ثبوت تورطه بكافة ما نسب إليه ليصدر الحكم بالتحفظ على ممتلكاته وأمواله ليحرم للحاق بمن سبقه من هم أمثاله لتسهل له الإجراءات للهروب لتركيا عبر الدوحة ليلحق بصديقه عبدالرحمن عز.
لم تكن جماعة الأخوان المسلمين الوحيدة ذات الحضوة والدعم من النظام القطري فحسب فشأنها كغيرها من المنظمات المصنفة دوليا على القوائم الإرهابية مثل حماس، حزب الله، القاعدة.
لتزيد من تمردها والعبث بأمن المنطقة بنظرتها للنظام الإيراني المتورط بعدم الاستقرار باليمن وسوريا والعراق لتؤكد وتعلن بكل تمرد وتحدي لدول الخليج بأن الدولة الإيرانية قوة إقليمية يصعب تجاوزها متحدية شقيقاتها من دول الخليج بالتوسع والتمثل الدبلوماسي والتبادل الاقتصادي معها منقلبة على دستور مجلس التعاون الخليجي والضرب بأمن المنطقة عرض الحائط مشجعة ومشاركة لها بالتدخل بشؤون دول المنطقة الداخلية وتأجيج الطائفية ودعم الأحزاب المعارضة ماليا وإعلاميا واستخباراتيا وعدم الالتزام بالاتفاق الخليجي 2014م. لتصبح على ما هي عليه الآن من عزلة وما لحق بقرارات المقاطعة من تأثيرات على جميع الأصعدة.
ليكشف الوجه الحقيقي للنظام الانقلابي القطري جلياً مخططاته التخريبية خليجيا بل أصبحت واضحة وتحت متابعة منظمات مكافحة الإرهاب الدولية، حيث يقول خوان زوراتي المسؤول الأمريكي السابق بمكافحة الإرهاب (إن المال القادم من قطر قد يتم استخدامه في النهاية لتمويل أحلامها وطموحها بهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة بشكل مباشر). فيما يتساءل الجانب البريطاني: (في أي جانب تقف قطر في المعركة ضد الإرهاب؟).
فالدوحة تبدو وكأنها تمسك العصا من الوسط و»تلعب على الحبلين» وموقفها من تنظيم الدولة الإسلامية (مريب) فمن المفترض أنها مع الحلف الدولي الذي يشن غارات عليه، حيث تنطلق معظم الغارات الأميركية من قاعدة العديد القطرية فيما تؤكّد التقارير الاستخباراتية أن قطر تدعم التنظيم ماليا وهذا ما يثير علامات استفهام؟
** **
هادي شرجاب - عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية