فهد بن جليد
على طريقة الفنان المصري حمادة هلال في أغنيته الشهيرة (الليلة جينا نهنيكو، هاتوا الفلوس اللي عليكو..)، أصرَّت شركة الكهرباء القديرة، وشركة الاتصالات العزيزة، على إفساد عيدي (شخصياً) وبكل تأكيد هناك غيري الكثيرون، عندما تفاجئنا صباح يوم عيد الفطر السعيد برسائل فواتير خدماتها للمُشتركين، لكم أن تتخيلوا شكلي وأنا أعيش فرحة العيد وسط عائلتي مُطمئناً في ساعات الصباح الأولى، بتبادل رسائل المباركة بهذه المناسبة السعيدة مع الأصدقاء والأقارب، فرحاً بكل كلمة وعبارة تهنئة صادقة تصلني - وفجأة - تنهال عليك رسائل مُفزعة من نوع (عزيزي المشترك تم إصدار فاتورتك بمبلغ للحساب رقم ALKAHRABA) وبعدها بدقائق رسالة أخرى (عميلنا العزيز نقدِّر انشغالكم ونشعركم بعدم سداد المبلغ المستحق على هاتفكم رقم ...)..
بكل تأكيد من حق شركات الخدمات إرسال مطالباتها للمشتركين وتذكيرهم، ولكن ليس في - يوم العيد - وليس في وقت ذروة تبادل التهاني الصباحية، وهي ذات الطريقة النكدية التي حاول فيها الفنان إحراج خطيبته في الفيلم أمام المهنئين والحضور، عندما جاء لتهنئتها (ليلة دخلتها) على شخص آخر غيره، حتى - لا تزوِّغ - وما تدفعش الفلوس اللي عليها، نحن نشكر شركة الكهرباء وشركة الاتصالات السعودية على كل ما تقدمانه للمُشتركين، وللرُّقي الكبير والملحوظ في نصوص الرسائل التي تصل إلينا تباعاً منهما، ولكن أرجو أن يتسع صدر القائمين عليهما بأنَّ ما حدث صباح يوم العيد - برأيي كمُشترك - وأزعم أن الكثير من المشتركين الآخرين يوافقونني على ذلك - خطأ في التوقيت - أتمنى أن يكون بسبب التقنية، وليس تعمد تذكير العملاء بإصدار الفواتير في ذلك الصباح الجميل الذي نظهر فيه أجمل علاقاتنا الإنسانية ببعضنا البعض، بل ويتسابق الكثير من شركات الخدمات في العالم على تقديم عيديات مجانية لمشتركيها ..
لو حدث هذا من شخص عادي تعمد تذكيرك بحلول مُطالبة مالية له صباح يوم العيد بدلاً من تهنئتك بالعيد السعيد، ما هو الانطباع الذي سيتشكل في ذهنك عنه، علماً بأنَّ بينك وبينه علاقة مالية مُستمرة، يمُكنني اعتبار ذلك فظاظة وضيق أفق من هذا الشخص، أو عدم ثقة بي كعميل ثابت لديه، وعلي مراجعة هذه العلاقة معه، فكيف يمُكننا تقبل ذلك من شركات عملاقة نفخر بها دوماً، وبما تملكه من طواقم وكوادر احترافية، وتقنيات عالية، أترك التعليق لكم.
وعلى دروب الخير نلتقي.