مها محمد الشريف
الطقوس التي تعيشها المنطقة لم تستوفِ شروطها، وبذلك تضاءل حجم التجانس بين التخصص والإبداع ومواجهة الأزمات الفكرية والسياسية بكفاءة عالية، كما أن الجهود المبذولة إعلاميًا لا تخدم التراجع الذي شيد محطة انتظار ضخمة توقفت عندها أدوات وتأسيس التبادل.
كما أن الجهود الإعلامية العربية لنشر وتضخيم الأحداث حسب أهميتها بحد ذاته تطور تقني محدود، فقد قرأنا كثيرًا عن ارتباط الفاعلية والإبداع بالإنسان والآلة والشغل والحرية، ولم تكن المحاولة والعرض والنشر على قدر الأحداث والعلوم وثورة الاتصال التي يعيشها العالم.
لقد أوقفت التقنية الهواء واستثارته لتعطي النتروجين والأرض لتعطي المعادن، وهذا يؤكد أن الاختراع يعتمد على المحاولة والنشاط الذهني والمعطيات العبقرية التي تميز الكوادر الصناعية وغيرها من التخصصات من الأخرى الساكنة التي تحيا وتموت من نتاج الغير وتعيش تحت رحمة العالم الصناعي واستعمال ما تم توزيعه من الطاقة بلا سيادة كمظهر من التحولات المختلفة التي أحدثته شبكات المعرفة الجديدة.
أواختلاف المفاهيم التي نكاد نجزم أنها تشابهت إلى حد كبير لذلك نتساءل أسئلة محيرة. أيهما ينبغي أن يكون مؤثرًا التعاون الإعلامي العربي أم التشارك بالأحداث فقط؟
وبفضل الأجواء السياسية المثيرة للاهتمام على الإعلام العربي تقديم بيان مشترك تعمل جميع الدول العربية على إصداره بشأن قصف غزة وأزمة قطر، وإقامة حد أعلى من التعاون. إن الإحساس بالالتزام يحدد مستقبل التعاون المشترك وتطوير العلاقات بشكل أكثر أهمية. وعلى صعيد آخر فقد أحدثت شبكات المعرفة وجودًا مكثفًا لكارثة الإرهاب ولكن لم تستخرج منه القضايا الأساسية التي يجب أن يفكر فيها العالم، ولم تبنِ علاقة وجود الإنسان بالثقافة السياسية الافتراضية، وعلاقة تبادل تقني تكنولوجي يرتبط بقضايا الإنسان المعاصر وتأثير الأحداث الاقتصادية والسياسية عليه.
كما أن للإعلام دورًا بارزًا في تحقيق الكثير من النجاحات على المستوى الدولي، لم نلحظ في الآونة الأخيرة إلا تقنيات إخبارية مكررة تتخطى الحدود المأمولة وكأن جميعها نسخ ولصق دون الإشارة إلى تطورات إيجابية، فعلى سبيل المثال ديون قطر التي تخبر بقرب كارثة اقتصادية وشيكة على دولة قطر.
لم يتطرق لها الإعلام العربي إلا من جانب واحد وهو مقاطعة الدول الأربع الخليجية ومصر لقطر وكأن الإشارة تتخذ خطوات غير فعالة، تعكس القطيعة فقط ولم تتفاعل مع الجرم الكبير الذي تقوم به حكومة قطر بحق اقتصادها وشعبها وكأنها تهدم ما استمر بناؤه سنوات طويلة، ارتفعت تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية إلى أعلى مستوياتها، بعدما أعطت الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع قطر مهلة أخيرة للدوحة، مدتها عشرة أيام لتنفيذ مطالب الدول.
وأظهرت بيانات «آي.إتش.إس ماركت» أن عقود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لأجل خمس سنوات، ارتفعت أربع نقاط أساس عن إغلاق سابق يوم الجمعة، إلى 115 نقطة أساس، مسجلة أعلى مستوى لها منذ يونيو الماضي. وفي تتابع أخطار جديدة على قطر لم يصف الإعلام العربي حجم الحدث والدور في نشر الآثار السلبية للنظام السياسي الذي أوجد دخلاء على المنطقة لهم تاريخ كبير فى زعزعة أمنها ورغبتهم الخفية في إحلال الفوضى عوضًا عن السلام.
لم يكن رد إعلام العالم العربي مؤثرًا. والتعاون الإعلامي والسياسي والاقتصادي يحتاج إلى فك شفرة هذا الجمود، فدول الخليج وعلى رأس القائمة. المملكة تُعنى بالمشكلات العربية وتُساهم وتُشارك بشكل ممتاز في حل القضايا الاقتصادية والسياسية، وتُقدم الكثير من الجهود والحلول وتعمل بجد واجتهاد على مكانة الهوية العربية في جميع المجالات بكل اقتدار ولكن المنتج الإعلامي العربي لم يرسم معالمه الواضحة تجاه المملكة مقارنة بما تقدمه.