القاهرة - حوار/ سجى عارف:
عقدت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مؤتمراً دولياً تحت عنوان «دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب»؛ وذلك بمقر الجامعة بالرياض، حيث يأتي هذا المؤتمر تفعيلاً لدور الجامعات في الوقاية من التطرف والإرهاب وإبراز إسهامات وجهود الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الوقاية من الإرهاب على المستوى العربي والإسلامي، وعليه التقت جريدة «الجزيرة» بالأستاذ الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية للوقوف على دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب فكان هذا اللقاء.
* حدثني عن مؤتمر دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب؟
- يأتي انعقاد هذا المؤتمر تفعيلاً لدور الجامعات في الوقاية من التطرف والإرهاب ولكي ينهض التعليم عمومًا، والجامعات خصوصاً بدورها في بناء شخصيات قادرة على العطاء والبناء ومواجهة الإرهاب، فإنه يلزم أن تتضمن قيماً جوهرية مهمة وترسي في وجدانه مفاهيم التنوع والتسامح والمحبة وقبول الآخر، وذلك يستلزم حتماً مراجعة دقيقة وشاملة لرؤيتنا للتعليم وفلسفته وأهدافه الإستراتيجية وصياغتها بشكل إجرائي يسهم في تحقيق ما سبق بصورة مباشرة، وأيضاً إشراك الجميع في ذلك، في عالم يموج بسلسلة عريضة من التحديات يأتي في مقدمتها الإرهاب الذي لا يفرق بين الناس وإبراز إسهامات وجهود الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الوقاية من الإرهاب على المستوى العربي والإسلامي، وتحديد الرؤى المستقبلية لتفعيل دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب، إضافة إلى دور الجامعات في الوقاية من التطرف الفكري، وتجارب الجامعات العربية والإسلامية في الوقاية من الإرهاب.
* كيف نحمي طلاب الجامعات الإسلامية من خطر الانزلاق في المنظمات الإرهابية والفكر المتطرف؟
- الانزلاق في المنظمات الإسلامية الإرهابية فهي منظمات تقول بغير الحق وتسير الفتن ويجب أن يبتعد الطلاب عنها ونحن نحصنه بدراسات دينية قويمة وهم ينبغي عليهم ألا ينزلقوا في هذه المنزلقات الخطيرة والتي لا دين لها وبذلك عليهم أحيا عقولهم السديد والتفكير بإن ديننا الإسلامي لا يقبل ذلك وهذا ما تمت مناقشته في المؤتمر.
* حدثني عن بورما والمسلمين المضطهدين ودور رابطة الجامعات في تعزيز هذا الدور؟
- الساحة مليئة بالاختراقات الواضحة بحقوق المسلمين في كثير من الأماكن وما هي بورما إلا مثال صارخ للاضطهاد فالناس فيها يلقون أحياء في النار، وحقوقهم مهدرة والاضطهاد الذي يواجهونه غير طبيعي وغير مقبول في أي مكان في العالم، وهذا الأمر ترفضه الأديان على اختلافاتها ولا يرضاه إنسان يساويه في الحقوق والوجبات ولا يمكن لأحد أن يرضى بما يحدث، وحدث في هذه الدولة وفي هذه الآونة بالذات.. هذا من جانب إنساني أما انتهاك الحقوق والحريات الاعتداء على كل مقومات الحياة التي يجب أن يتحلي بها الإنسان في أي مكان يعيش فيه فهو جانب آخر، ناهيكي عن أنه لا أنا ولا غيري نرضى بما يحدث في هذه الدولة ولا يرضينا ما يحدث في الدول التي يضطهد فيها المسلمون؛ فهم يعانون من العنصرية التي لا يمكن تصورها ولا تخيلها في هذا الزمن ولا في غيره.. وأنا أتمنى أن ينتصر المسلمون ضد هذا الظلم وضد هذا الإكراه المأساوي، أما عن دور الرابطة فنحن كمنظمة دولية تعليمية ننظر إلى هذه المسائل بشيء من عدم الرضا ونسعى لرؤية اليوم الذي تزول فيه كل آثار التمييز بين البشر أياً كان السبب، سواء تميز لدين أو لعرض أو للغة أو لجنس لأي سبب من الأسباب المعروفة أو غير المعروفة، والرابطة تسعى جاهدة.
* كيف يتمثل التعاون بين الرابطة وحوار الأديان الذي نظمته المملكة في وقت سابق؟
- إن دور مركز حوار الأديان الذي سبق أن نظمته المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والمؤتمرات أو الفعاليات التي نظمت لدعمه لا تخفى على أحد وهي مجهودات كبيرة ولكن لم تعد المشاكل تشتعل كما كانت في الماضي لذلك دور المملكة العربية السعودية الذي لا يخلو في مثل هذه المناسبات نراه الآن قد انحصر أو على الأقل تواضع عما كان عليه من قبل.
* لكن ماذا عن دور الرابطة في دعم هذا الحوار ما بين الأديان؟
- الرابطة طبعًا تدعم الحوار بين الأديان عن طريقها فهي منظمة دولية ولا تقل أهمية ووجودها في الساحة عن الجامعة العربية فتقوم الرابطة بدور هام في الحوار بين الأديان وتحاول أن تخفف ويلات ما يحدث للمسلمين المضطهدين في بورما وفي غيرها من الدول.
* كيف تقيم أداء القوى الناعمة الآن في ضوء التواصل الاجتماعي وما يحدث في السوشيال ميديا في الفترة الحالية؟
- هذه الوسائل الاتصالية وغيرها من الطرق المتاحة كلها تبذل جهدًا لا بأس به في هذه المنظور، فالمسلمون يسخرون كل الوسائل المتاحة لخدمة الإسلام والمسلمين، وننظر جميعًا إلى الدور الذي تقوم به الميديا في تخفيف ويلات الحروب والنزاعات بين الأديان والتجمعات الأخرى فهو دور مقدس وأعتقد أننا جميعًا نشجعه ونرجو امتداده بالطريقة الصحيحة.
* الصعوبات التي تواجه المسلمين الجدد إلى أين؟
- طبعًا المسلمون يأملون أن تكون الأمور أقل وقعة وأن تخف معالم الاضطهاد والظلم الذي عان منه الآباء والأجداد فالمسلمون الآن يعانون بشكل أكبر سواء كانوا مسلمين جدداً أم لا لكن من المفترض عدم التمييز بين الناس وهي مسألة أساسية في الحياة المعاصرة والتي تنص عليها مواثيق الأمم المتحدة في المادة الأولى من العهد العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والتي تثمن على عدم التمييز بين البشر وهي المساواة التامة بين الجميع ولا تقر أبدًا عمليات الزعزعة التي نراها والتأثير السيئ الذي نشاهده الآن بالنسبة للمسلمين سواء كانوا من المسلمون الجدد أو من غيرهم.
* ما هي المخاطر التي تواجه الأسرة المسلمة في الدول غير الإسلامية؟
- المخاطر كثيرة أبرزها فكرة التمييز فنحن نطالب بعدم التمييز بين الأسر أياً كانوا سواء كان التميز دينيًا أو عرقيًا أو أي من صوره الأخرى التي نشاهدها بين الحين والآخر وبالطبع هذا غير الصحيح وغير سليم لا دوليًا ولا دينيًا ولا تقرره الأديان ولا حقوق الإنسان.
* كيف نحمي هذه الأسر المسلمة من التفكك في الدول غير الإسلامية؟
لا يوجد شك إنّ لم شمل الأسر وتجمعها في بوتقة واحدة مسألة أساسية في الدين الإسلامي وفي غير الدين الإسلامي ويجب علينا جميعًا كدول إسلامية لا نقر أي نوع من أنواع التمييز بين المسلمين الجدد وغير الجدد وكل الأسباب التي تؤدي إلى هذا التمييز لأنه يؤدي لتفكك الأسر.
* استهداف الكعبة المشرفة في المملكة هي محاولات إرهابية ضد الإسلام ما هو تعليقك؟
- طبعاً هذه أشياء استنكرها العالم كله فالأديان لها حرمه حتى في القانون الدولي رجال الدين لهم حرمه معينة والأديان لها حرمه معينة ولا يتم تعريضها لأي مخاطر ولأي إساءات، فنحن لا نقر ما حدث في هذا الشأن وكلنا نطالب بالحجة البيضاء التي تتفق عليها الأديان بدحض الإرهاب ومحاربته.
* كيف ترى دور المملكة في دعم قضايا الأمة العربية؟
- طبعاً المملكة مواقفها ثابتة ودائمًا لا تتحول ولا يمكن أن تنحاز إلى فئة مع فئة أو ضد فئة أخرى فالموقف السعودي ثابت من القضايا الإسلامية والعربية ومن الإرهاب بالطبع ونحن نثمن هذا الدور ونقويه ونحاول دائمًا أن يكون على رأس أولوياتنا في التعامل الدولي.
* كيف نصحح مفهوم الغرب عن الإسلام الذي اقترن بالإرهاب؟
- طبعًا نحن غاية في غاية الحزن أن يفترى على الإسلام أو أي دين ليس الدين الإسلامي فقط كل الأديان بريئة من الإرهاب وبالتالي فإلصاق هذه التهمة إلى الإسلام أو إلى غير الإسلام باطل وليس لها أساس لا قانون ولا شرعي يبررها نحن نوأد هذا الموقف بكاف أشكاله ونرفضه جمل وتفصيله.
* حدثني عن التعاون الذي تقوم به الجامعات الإسلامية مع الجامعات العربية حول مفهوم الإسلام والدور الذي تقوم به؟
- حتى الآن دورنا يرتبط بالمؤتمرات والندوات وقد عقدنا في ايطاليا وفي جميع الدول أكثر من ندوة نستحث العالم الذي نقيم على أنواره لإيقاف الأفكار المسمومة عن الإسلام والإرهاب حيث لا يوجد إرهاب إطلاقا في الإسلام فنحن ليس معه ولكن نحن ضده ونحن نحاربه ونقاومه وفي مؤتمرات وندوات عديدة في العالم الخارجي وقد وقفنا وقفات حازمة وأساسية ضد هذا الخلط وهذه الأفكار المغلوطة.
* هناك بعض الحجاج الإيرانيين يقومون بعمليات غير مقبولة في الحرمين ما موقفك من ذلك إضافة إلى أن استهداف الكعبة كان تخطيط إيراني؟
- أنا في تصوري هذه أساءة للمقدسات ويجب أن أناشدها معكي الآن ضرورة لصيانة المقدسات الإسلامية والحرص على سلامتها من أي أذى وأي أمور تسيء إلى المشاعر أو إلى الإسلام وإلى المسلمين لأنها فوضى الإرهاب الذي لا يمكن قبوله في أي دين.
* مصطلح الإسلام فوبيا ما تقيمك لهذه الظاهرة مؤخرًا؟
- نحن جميعًا ضد هذه الظاهرة لأنها تنطلق في فكر عنصري وبالطبع نحن بريئين منه والإسلام بريء من مثل هذه المسائل التي يراد به كدين بريء كل البراءة من هذه الأوصاف وظاهرة الإسلام فوبياً التي انتشرت في بعض الدول الأوروبية وللأسف أمريكا الآن تزعم من قبل يهودي وهو لا ينكر أنه يهودي وصهيوني يكره المسلمين ويريد أن تقوم دولة يهودية في القدس وفي فلسطين وبشكل عام فنحن أمام حرب ضد الاعتقاد من الطائفية الموجودة لكن الحمد لله نحسن ظننا في الله سبحانه وتعالى وهو دائمًا على الحق وفي النهاية سيكون الموقف لصالح الإسلام وللمسلمين إن شاء الله.
* أخيرًا رسالة توجهها إلى الجاليات الإسلامية في الدول الغربية؟
- يجب أن تتماسك وأن تتحد وأن تكف عن النزاعات بينها فكلما أتحدت كانوا أكثر أمانًا وأكثر تقديرًا وأكثرًا تأثيرًا في المجتمعات الأخرى والرسالة هنا هي اتحدوا وابحثوا عن مصالحكم في هذا الاتحاد وفي هذه الوحدة.