د. أحمد الفراج
بكل سلاسة ويسر، تم انتقال ولاية العهد من سمو الأمير محمد بن نايف، إلى شقيقه، سمو الأمير محمد بن سلمان، وكلاهما ابنين لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان ابن عبدالعزيز، أطال الله في عمره، وفي المملكة فقط، يمر مثل هذا الأمر، كما مر قبله ما هو أعظم منه، بسلاسة منقطعة النظير، ويعرف الجميع أن الأمير محمد بن نايف كان رجل الدولة الكبير، والجندي المخلص لدينه ووطنه في كل المواقع التي تسنمها، ومثلما أنه كان رجل الأمن الذي تصدى للإرهاب، فإنه كان يفيض بشاشة وعطفا على المواطنين، بما فيهم أسر شهداء الواجب، وحتى أسر الموقوفين أمنيا، وقد كان سموه هو أول المبايعين لخلفه، الأمير محمد بن سلمان، فقد كانا رفيقي الدرب، في خدمة دينهما ومليكهما ووطنهما.
الأمير محمد بن سلمان ليس غريبا على المشهد السياسي، فخلال السنوات الماضية، عمل على رؤية المملكة للمستقبل، وهي الرؤية التي رسمت لتنقلنا لمرحلة أخرى، مرحلة تنموية، تواكب التطورات الحديثة، والمستجدات العالمية، ونلحق من خلالها للمكانة التي نستحقها كواحدة من دول العشرين، وتواءم ذلك مع نهضة فيما يتعلق بمنظومة العمل، ومكافحة البطالة، علاوة على سياسة الانفتاح الاجتماعي، الذي لا يتعارض مع قيم وثوابت المملكة، والذي سيوفر المليارات التي كان ينفقها المواطن السعودي في الخارج، وإن كان هذا بعض الجهد الذي قام به ولي العهد الجديد في الجانب الاقتصادي، فإن جهوده في الشأن السياسي أكبر من ذلك بكثير، فقد قام بزيارات مكوكية لمعظم دول العالم الهامة، بغرض تمتين العلاقات معها، وتعزيز الشراكات، وعقد الاتفاقيات على كل مستوى.
كان للأمير الشاب محمد بن سلمان الدور الأكبر في الحدث التاريخي، أي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمملكة، وهي المرة الأولى في التاريخ الأمريكي، التي تكون الزيارة الأولى للرئيس صوب دولة عربية أو إسلامية، وقد تمخضت الزيارة عن تجديد التحالف بين البلدين، بعد فترة الركود، خلال فترة الرئيس أوباما، وكان لافتا أن الرئيس ترمب لا يزال، حتى اليوم، يشيد بالمملكة، وأدوارها الكبرى في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما يشيد بالملك سلمان شخصيا، ودوره الكبير في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب، وهو الأمر الذي كرره ترمب كثيرا، وفي مناسبات عدة، وأختم بما قاله الأمير محمد بن نايف لخلفه الأمير محمد بن سلمان بعد مبايعته: «الله يعينك، أنا سأرتاح الآن، وأنت الله يعينك»، وبدورنا نشكر الأمير محمد بن نايف على كل الجهود الكبيرة التي بذلها لخدمة هذا الوطن العظيم، ونسأل الله العون والتوفيق لخلفه، الأمير محمد بن سلمان، وأن يحفظ هذا الوطن ويديم عزه.