الرجال المُخلصون والمتفانون في أعمالهم وإنجازاتهم لأوطانهم وحكوماتهم ومواطنيهم يظلون نجوماً في السماء، تبقى هذه الأعمال والإنجازات راسخة وصورة في أذهان الناس والمجتمع يلمسها القاصي والداني، كل ذي عين بصيرة، تبقى في سجل الزمن ويشهد التاريخ على هذه المُنجزات الحضارية التنموية وتسجل بماء الذهب دليل على الجُهد والعمل الدؤوب الذي صاحب هذه الأعمال حتى رأت النور، وتظل شامخة وتُعانق السحاب، تضرب بجذورها في أعماق الأرض وتعكس حقيقة فكر ورؤى هذا القائد المُلهم ونظرته الثاقبة والفاحصة لمستقبل واعد ومُشرق لبلده وأمته وقيادته، إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز سلمه الله الذي يسير على خطى الآباء والأجداد، لا يألو جُهداً ولا يدخّر وِسعاً وقد عرف الناس شغفه بحب أعمال الخير والأعمال الإنسانية في كل ما من شأنه مساعدة كل معوز وذي حاجة والمكلوم، فهو الذي تربّى في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المغفور له بإذن الله، وتظل إن شاء الله صفحات أعماله ناصعة بيضاء.
تلقّى تعليمه في معهد العاصمة النموذجي بالرياض ثم التحق بجامعة كاليفورنيا (سانتا باربرا) نالَ درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم عمل بعد تخرجه في القطاع الخاص، التحق بعدها بالعمل الحكومي وتعين في منصب مساعد نائب وزير الداخلية، صدر بعده أمر ملكي كريم بتعيينه أميراً للمنطقة الشرقية 10 جمادى الآخرة, 1405هـ.
سجل سموه الكريم الإنجازات تلو الإنجازات، مشاريع تنموية عملاقة أسس بُنية تحتية راسخة للمنطقة، انطلقت منها شرقية الخير إلى كل اتجاه عامودي وأُفقي، إلى أن ترجّل الفارس من صهوة جواده بعد ربع قرن ونيف من الركض والعمل والتخطيط والبناء، وأخص هُنا العمل الإنساني والخيري الذي حَظِيَ باهتماماته الكبيرة.
شرب سموه من هذا المعين الرِقراق الطيب الطاهر الذي غرسهُ فيه والده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيّب الله ثراه، وهو المولع بالأعمال الخيرية والإنسانية والمتأصلة فيه الذي يسكن وجدانه وقلبه.
تشمل اهتمامات الأمير محمد بن فهد العديد من القضايا الإنسانية، الخيرية، الاجتماعية والخدمية، لقد أطلق المبادرات تلو المبادرات والبرامج المتنوعة لخدمة مختلف شرائح المجتمع والإسهام بشكل كبير وفق دراسات وإستراتيجيات واستنتاجات مدروسة دراسة مُستفيضة في قضايا التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة، لم يكن حفظه الله ينظر إلاّ بنظرة بعيدة ومستقبلية حتى خارج الحدود، من بين هذه البرامج، برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب الذي كان الشغل الشاغل لسموه، كيفية استثمار الشباب الذين هم الذخيرة وعُدة المستقبل لوطن كبير بحجم المملكة العربية السعودية وقناعته التامة أن أبناءنا جديرون بهذه الثقة الكبيرة وأهلٌ لتحملها لأنهم من رحم هذا الوطن (بلاد الحرمين الشريفين).
وقد حصل برنامج سموه على جائزة دبي، الأمم المتحدة العالمية لأفضل الممارسات في تحسين الظروف المعيشية في العام 2002م وكذلك جائزة الشارقة للعمل التطوعي في العام 2007م ولتوفير مظلة إدارية لكافة هذه البرامج والمبادرات، أسّس الأمير محمد بن فهد مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي وهو عرّاب لهذه الجائزة، إثرها حذا كثير من أمراء المناطق حذو سموه وأطلقوا هذه الجائزة على مناطقهم فكان له السبق فيها. جوائز حكومية عديدة لتميز الخدمات، الابتكار، الإبداع وجوائز للشركات الأهليه التي ساهمت بشكل واضح وملموس في رفع منسوب التنافس بين الطلاب والموظفين في القطاع الحكومي والأهلي، حيث انعكست على بزوغ مواهب عديدة بين الطلبة والطالبات حتى تقلّد منهم الكثير من المناصب في مفاصل الدولة.
الأمير محمد بن فهد يتقد حماساً وبفطرته في العمل الخيري والإنساني والتطوعي، فهو وراء جمعيات خيرية عديدة، وظلت معه هذه الأعمال وتنامت المبادرات الخيرية والإنسانية خلال فترة عمله أميراً للمنطقة الشرقية، فكان العطاء كثيرا ووفيرا لأنه جُبل على هذه الأعمال الإنسانية فانطلقت هذه الأعمال لتغطي كافة أرجاء الوطن، مشاريع تكاملية جبارة في تنمية الشباب وصقل مواهبهم، الإسكان الميسّر مجال البحوث والدراسات الإستراتيجية.
أنشأ سموه كراسي البحث العلمي، الدراسات الإسلامية والعمل التطوعي، دعم عمل المرأه وأعطاها المجال لإظهار موهبتها فتحقق لسموه ما كان يتأمله في المرأة من آمال وطُموحات، من خلال إنشاء صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير، صندوق الأميرة نوف لدعم المرأة العاملة، برنامج مهارة لتأهيل الفتيات، برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب (المكتب النسوي) والتي أحدثت نقلة نوعية في تعليم المرأة وتدريبها وتأهيلها وتوظيفها ونجاحها في تميزها في كل عمل أُنيطَ بها، ولسموه اهتمامات كبيرة بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أنشأ كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز لذوي الإعاقة.
سمو الأمير محمد بن فهد أيضاً صاحب فكرة إنشاء جامعة خاصة بمواصفات خاصة عالمية في المنطقة الشرقية وقدم لها كل الدعم والإشراف والتوجيه حتى أصبحت والحمدلله حقيقة على أرض الواقع، فتم إطلاق اسم سموه على الجامعة عرفاناً من أهالي المنطقة الشرقية بذلك وكانت (جامعة الأمير محمد بن فهد) والعمل قائم على قدم وساق حيث وضعت الدراسات والأبحاث لإنشاء كلية الطب وسوف يرى المشروع النور في غضون الأعوام القريبة القادمة إن شاء الله.
الأمير محمد بن فهد أطلق العديد من الجوائز، كما تم التنويه عنه أعلاه، جوائز لدعم الإبداع والتميز في مختلف المجالات تمثلت في خدمة أعمال البر، أفضل عمل خيري، الأداء الحكومي المتميز، والخاص، العناية بالمساجد، لجنة التأهيل الاجتماعي وخاصة مُخرجات السجون، ودور الملاحظة، مستشفى الأمل، مشروع تحسين مساكن المحتاجين، مشروع الرعاية الشاملة لدعم الأُسر الفقيرة (جمعية بنا للأيتام في المنطقة الشرقيه) المجال يضيق لحصر الجمعيات فهي كثيرة وفي جوانب عدة، خيرية، إنسانية، اجتماعية وخدمية.
كان سموه حفظه الله يحرص كل الحرص في مشاركة أبنائه في المنطقة في مُناسباتهم، أفراحهم وأتراحهم كلما سنحت الفُرصة لسموه فكان رعاه الله مُلتصقاً بهم.
الجدير ذكره أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وصف سمو الأمير محمد بن فهد في إحدى زيارات الملك المُفدى للمنطقة الشرقيه أن سموه (رائد التعليم الحديث) كيف لا وهو امتداد لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي يعتبر أول وزير للمعارف وهو رائد التعليم الأول.
يأتي مَنح جامعة وسط فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية الجمعة 14 إبريل 2017م، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز الدكتوراه الفخرية في الخدمات العامة، يأتي انسجاماً لما قدمه سموه لكل هذه الأعمال التي ذكرناها آنفاً من خيرية، اجتماعية، إنسانية وخدمية، جُهود ذاتية وتطوعية ولما يستشعر سموه أنه واجب ديني ووطني وإنساني أقامت الجامعة حفلاً بهذه المُناسبة في مقرها بمدينة أُورلاندو بولاية فلوريدا، حضره رئيس الجامعة وقيادات الجامعة ونُخبة من أساتذتها وكبار الشخصيات بالولاية كما حضره عدد من أصحاب السمو الأمراء ومدير جامعة الأمير محمد بن فهد الدكتور عيسى الأنصاري وعدد من قيادات الجامعه وكبار المدعوين وألقى رئيس الجامعة كلمة خلال الحفل أعلن فيها مَنح سموه الكريم شهادة الدكتوراه الفخرية تقديراً لإسهاماته وإنجازاته المتميزة في تطوير التعليم وفي مختلف مجالات التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة العربية السعودية ومن ثم عرض فلم موجز للتعريف بمبادرات سموه في مختلف المجالات.
ثم ألقى سموه كلمته في هذه المُناسبة، حيث أكد على أهمية تطوير التعليم في دعم الجُهود لتحقيق التنمية الإنسانية خاصة في عالم اليوم القائم على المعرفة، وأن جودة التعليم عامل أساسي في تحقيق الإنجاز المتميز في مختلف مجالات التنمية الإنسانية.
من جانبه قال الدكتور عيسى الأنصاري مدير الجامعة، إن منح سموه الدكتوراه الفخرية تكريم مُستحق وهو أهلٌ لها حيث عرف عن سموه الاهتمام بخدمة المجتمع وإطلاق المبادرات المختلفة لخدمة كافة شرائح المجتمع ودعم كل ما من شأنه الإسهام في التنمية الإنسانيه محلياً وعالمياً.
وفق الله سمو الأمير محمد بن فهد لكل عمل خيّر وإنساني وكل ما ينفع الإنسانية وما قدمه لدينه ووطنه وأمته، جعل كل ذلك في موازين حسناته وأن يُثيبه عزّ وجل لتلك الأعمال الخيّرة والمُباركة، وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.