لحظات من الفرح تغيِّر الكثير بداخلنا، ويبقى ذلك الشعور يتبادر إلى أذهاننا كثيرًا، شعور من الفرح ممزوج بشعور من الخوف!!!
ويحرك سكون المشاعر بداخلنا، ويتبادر إلى أذهاننا مرة أخرى كم من الأسئلة!! تبحث عن إجابات!!
هل كل لحظات الفرح نخافها أم ماذا؟!
نخاف أن نبالغ في إظهار مشاعر الفرح بداخلنا لمن نحب!!
هل يصيبنا وسواس العين، وأن الآخرين سيحسدوننا على أفراحنا!! أم ماذا؟!
نعم، هذا ما يراه بعض الأشخاص في حياتهم، بل ما يعتقده ويجزم به غالبيتهم حسب رؤيتهم وأفكارهم وقناعاتهم الشخصية، ومن المواقف التي لا تزال بالذاكرة إحدى زميلاتي المعلمات دائمًا تردد عبارة «يا أختي لا تبينين للناس أنك مبسوطة الناس ما تعطي خيرًا!!!). وهناك من يرى أن هذا الاعتقاد غير صحيح، وأن الحياة فيها الكثير من اللحظات الجميلة التي يجب علينا أن نعيشها، ونفرح بها، ونعبر عن مشاعرنا بلا تردد ولا خوف؛ لأنهم يرون أن اللحظات الجميلة في الحياة تستحق أن نعيشها بمرح وفرح، وأن نكون أكثر إيمانًا ويقينًا بالله، ولا نتطير ونتشاءم ونعلل الأحداث والأمور على حسبما نراه نحن من الداخل وما نتصوره.. بل يجب أن نقتدي بأطهر الخلق وأفضلهم سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله في أخلاقه وصفاته؛ فهو - عليه الصلاة والسلام - يحب التفاؤل والفرح، ويحث عليه في قوله صلى الله عليه وسلم: «بشِّروا ولا تنفِّروا يسِّروا ولا تعسِّروا».
ومن علامات إظهار الفرح التبسم؛ فكان - صلى الله عليه وسلم - يتبسم ولا يُرى وجهه إلا متبسمًا.. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».. وكان يبتسم في وجه أصحابه، ومن يعرف ومن لا يعرف..
فهل يعقل أن نحبس المشاعر الجميلة بداخلنا ونتصنع العكس من أجل ما نتصوره نحن، أو من أجل الأفكار غير الصحيحة التي رسخت في عقولنا نتيجة الجهل والمعتقدات الخاطئة؟ وهناك مقولة للكاتب الشهير بريان تراسي في كتابه غيّر تفكيرك غير حياتك: إن أغلب أفكارك واستجاباتك للأحداث والأشخاص في حياتك محددة وفقًا لمسلّماتك الأساسية. وهي تلك الأفكار، والمفاهيم، والآراء، والاستنتاجات التي توصلت إليها كمحصلة لمدركاتك وتجاربك بداية من الطفولة.
بمعنى أن أفكارنا واعتقاداتنا عن أنفسنا والآخرين ليست ثابتة؛ فلا بد من استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية. كبت الفرح وعدم إظهاره شيء سلبي، والإيجابي إظهار الفرح ومشاعر السعادة لأنفسنا وللآخرين من حولنا.
فهل سنتردد بعد اليوم في إظهار الفرح ومشاعر السعادة لأنفسنا وللآخرين؟
هذا سؤال والإجابة بين أيديكم الآن.