موضي الزهراني
لم نكن نتوقع أن يظهر برنامج من ضمن مواقع التواصل الاجتماعي يحكي يومياتك ويفشي بخصوصياتك وتحركاتك اليومية خاصة إذا كنت من المسجلين في قائمته، فهذا البرنامج يكشف لك تحركات من تعرفهم أو من لا تعرفهم وعلى مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فقط وذلك بضغطة زر! إنه برنامج «السناب شات» الذي نافس التويتر واليوتيوب والفيسبوك بقوة، وجذب الكبار والصغار، وذوي الرسالة الهادفة والتافهة في آن واحد، ويكفي في جلسة واحدة تطلع على يوميات من حولك وأنت في مكتبك أو بيتك أو سيارتك ! والمدهش في هذا البرنامج أصبح له مشاهير من الصفر، فمشاهير السناب أغلبهم ليس من مشاهير الإعلام أو الثقافة أو التجارة الذين نعرفهم، كما أنهم لم يمضوا سنوات طويلة في الوصول إلى الشهرة، ولم يعانوا في الفوز بمتابعين لهم من خلال مشاريع ضخمة أو إنجازات طبية عظيمة، بل إنهم مشاهير أغلبهم من فئة الشباب واستطاعوا تكوين قاعدة جماهيرية لهم من الصفر بمجرد الكاركتر الذي يطغى على أسلوبهم الشيق في عرض المواقف اليومية التي يمرون بها، وحاز على إعجاب أقرانهم من الشباب والفتيات والذين دفعوا بهم أكثر للصفوف الأمامية في تنوع مشاركاتهم السنابية أيضاً على مستوى «المسئولية الاجتماعية» التي تعتبر حالياً من صميم الشراكة مع القطاع الخاص! لذلك لم يتوقع أي منهم أن هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يحظون بها من خلال السناب أن توصلهم للفوز بعروض خيالية للسفر والسكن في الفنادق العالمية مجاناً، أو الدعوة مجاناً لتناول العشاء في مطعم فاخر، أو الفوز ببطاقات علاج مجانية من أحد المراكز التجميلية الحديثة، أو تلقي الهدايا غالية الثمن والأطباق الشهية بشكل يومي أو أسبوعي على منازلهم، وذلك من أجل ماذا؟! فقط من أجل التسويق لهذه الجهات وكسب عملاء جدد من خلال ملايين المتابعين لهؤلاء المشاهير الذين اكتفوا ببرنامج السناب كمصدر دخل لهم والذي قد يفوق راتب أي موظف عادي بمئات المرات، إلى جانب المميزات الأخرى التي قد لا يحصل عليها موظف على مرتبة عليا أثناء أداءه مهمة عمل خارجية ! لذلك جميعنا متأكدين بأنه أصبح لهم تأثير مباشر وقوي وخاصة على فئة الشباب، ويمثلون قناة إعلامية فاعلة للدعاية والإعلان عبر مواقع التواصل، وباستطاعتهم إبراز أي حملة أو برنامج في دقائق، لكن للأسف الشديد ما زالت الكثير من الجهات الخيرية والأمنية والصحية لم تستغل شهرتهم بما يناسب رسالتها وبرمجها التوعوية والثقافية والتحذيرية كما يجب، فهناك قضايا شبابية بالإمكان معالجتها بسهولة من خلالهم لسببين:
- قاعدتهم الجماهيرية الواسعة ذات الفئة العمرية المختلفة الخصائص.
- ولأسلوبهم التشويقي في عرض الفكرة والمغاير للأساليب القديمة غير المؤثرة! فهناك قضايا المخدرات والتي ما زالت بحاجة لمؤثرين من خارج صندوق برنامج نبراس، وقضايا الإرهاب التي ما زالت تفتك بالشباب وتسيء لسمعة أسرهم! وقضايا التفحيط التي تحصد المئات منهم سنوياً، وغيرها من القضايا التي تمس أمن الوطن وتقدمه، وبحاجة لمُؤثرين فاعلين يدعمون رسالة الوطن بقوة، لأنه من واجبهم المشاركة من باب المسئولية الاجتماعية والخروج من دائرة الاهتمامات الشخصية والتجارية فقط!