د.علي القرني
الأمير محمد بن سلمان لم يفاجئ فقط إخوته وأخواته المواطنين والعرب والخليجيين، بل فاجأ العالم بحضوره ورؤيته وحساسيته للقضايا المحلية والعربية والدولية. وقد أثبت بجدارة تمكنه من استيعاب مختلف قضايا المنطقة والعالم، من خلال لقاءاته المهمة مع كبار قادة العالم. ولهذا فتعيينه ولياً للعهد هي رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أن يضع الأمير محمد بن سلمان على خطى قيادات المملكة وملوكها، لما لمسه فيه من جدارة وصلاح ومسؤولية واقتدار.
ويكفي لمحمد بن سلمان أنه تربى في مدرسة سلمان بن عبدالعزيز صاحب الخبرة والرؤية والإستراتيجية والمواقف الشجاعة، سلمان بن عبدالعزيز قد تربى في مدرسة ملوك الدولة السعودية ابتداءً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن مروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله.. نعم مدرسة سلمان هي مدرسة الدبلوماسية السعودية على أفضل مستوياتها، ومدرسة الشجاعة والحزم والقوة في أفضل مواقفها، ومدرسة القيم الإسلامية والعربية الأصيلة.
إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رغم تجربة قصيرة في الإدارة السياسية، إلا أنه استطاع أن يختصر الزمن في مواقف، ويرتكز إلى قوة العمل وحكمة الممارسة في فواصل عديدة علمته شجاعة الحق، وحزم المواقف، وحكمة العقل. واستطاع اميرنا محمد بن سلمان أن يقود البلاد اقتصادياً في حزمة من الرؤى الإستراتيجية التي لم تكن تخطر على بال، أو ترتسم في خيال، أو تتوقف عند حدود أو مجال. فصناعة رؤية 2030 هي ولادة رؤية لحكمة الملك سلمان التي وضعها في عقل وفكر ابنه الشجاع محمد بن سلمان، فترجمها واقعاً وحولها عملاً استثنائياً.
ما تتميز بها المدرسة السعودية، هو أنها تكمل بعضها بعضاً، وتعاضد بعضها بعضاً، وتساند بعضها بعضاً، فكل شخص في هذه المدرسة يقوم بدور مهم يؤسس لبقاء الدولة واستمرارها وانتظام العمل فيها بشكل يخدم مصالح الوطن والمواطنين. فالأمير محمد بن نايف عمل وخدم الدولة في مجال من أهم المجالات ألا وهو الأمن، وهذا جانب من جوانب الشخصية السعودية التي تقدم وتتفانى من أجل خدمة البلاد وتوطيد أركان الدولة. والأمير محمد بن سلمان صنع رؤية اقتصادية تضع المملكة على خارطة العالم كقوة اقتصادية قادمة. والملك سلمان اختار للمملكة ورسم خطوط مستقبلها في التحول نحو اقتصاد عالمي.
وعندما نكتب عن مدارس سعودية كبرى، فإن الأمير محمد بن سلمان استطاع كذلك أن يرسم له مدرسة خاصة تتجاوز الرسميات، إلى المواقف الإنسانية والأبوية والأخوية، فالجميع رأى محمد بن سلمان الرجل الإنسان، الرجل ذو المواقف الشهمة، وهو يقبل يدي أخيه محمد بن نايف أو يتحدث مع مواطن أو يتابع قضية محتاج، أو يرسم البسمة على وجه مسن أو طفل.. هذه مدرسة محمد بن سلمان التي تفرز جيلاً من الشباب السعودي الذي يتربى على هذه المدرسة ويتتلمذ على قيم مدرسة محمد بن سلمان الإنسانية.
إننا نحمد الله أن هيأ لهذه البلاد قيادة تحرص على خدمة الوطن والمواطن، وتضعهما في قمة أولوياتها، وتاجاً لكل قراراتها. والمواطن يستشعر هذه المسؤولية التي تنتهجها القيادة وتضعها في سلم اهتماماتها، ويعلم علم اليقين أن بلادنا هي مباركة بإذن الله وبمشيئته تعالى. ويعلم المواطن أن الملك سلمان يحفظه الله وضع حياته وكرس جهوده على مر عقود طويلة من أجل رفعة هذه البلاد ورقيها، ومن أجل استمرار نهجها وديمومة قيمها وأعرافها.