عماد المديفر
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الشاب هو فارس الأمن وقائد مكافحة الإرهاب القادم بكل ما يحمله من قوة وعنفوان الشباب وتطلعه.. ويقظته ونشاطه وجِدّه واجتهاده.. ومصقولٍ بخلاصة خبرات عريقة وعظيمة.. متسلح بالعلم والمعرفة العميقة.. فهو ابن وزارة الداخلية.. والخبير بالشؤون الأمنية والسياسة السعودية الداخلية.. لاسيما وأنه قد عاصر ونشأ وتعلم وترعرع وباشر مهامه العملية واشتد ساعده على يد جده.. رجل الأمن الأول.. سيدي نايف بن عبدالعزيز رحمه الله.. أمير الحكمة والأمن والسياسة.. ثم باشر عمله بعد ذلك كمستشار في الديوان الملكي.. مختص بالسياسة الداخلية.. ثم عمل كمستشار ثم نائبا لعمه.. سمو سيدي محمد بن نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله-الفارس الذي قهر الإرهاب ومن استطاع بحنكته وحكمته ودرايته وحزمه القضاء التام على شراذم وفلول عناصر القاعدة في جزيرة العرب المسلحين داخل المملكة.. بل وامتدت نجاحات سموه وانجازاته الأمنية وفي مجال مكافحة الإرهاب ليلمسها العالم أجمع..
حيث أنقذ يحفظه الله أرواح مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم، ونجح في إبطال المئات من العمليات الإرهابية حول العالم كما صرحت بذلك الجهات الأمنية العليا المماثلة في دول عديدة؛ كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها.. حتى تشرفت به ميدالية «جورج تينت» التي قدمتها له الاستخبارات المركزية الأميركية نظير إسهاماته غير المحدودة والفاعلة جدا في تحقيق الأمن والسلم الدوليين..
هذه المقدمة مهمة لنعلم من أين استقى سمو وزير الداخلية الشاب خبراته.. ومدرسته التي تعلم ونشأ وترعرع فيها.. وهذا بحد ذاته مؤشر قوي على كفاءة سموه التي تسبق عمره.. بل وتختزل هذا الكم الهائل من الخبرات المتراكمة عبر الأجيال.. هذه الكفاءة المصقولة بخلاصة الخبرات الواسعة والقدرات العالية التي يتمتع بها سموه مما يجعلنا مطمئنين تماما نحن كمواطنين سعوديين شباب في ذات جيل سموه..
لكن في ذات الوقت فعلينا أن نعي تماما ان التحديات الأمنية والداخلية قد اختلفت كثيرا عما كانت عليه في السابق، فصحيح أن المملكة نجحت كثيرا في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار.. لكن لايزال الطريق أمامنا طويلاً في مجال تحقيق الأمن الفكري ومكافحة الأفكار والجماعات الدعوية المتطرفة والمتشددة.. أو بالأحرى «الشق الدعوي للإرهاب والأفكار المتطرفة» وهؤلاء هم الأخطر حقيقةً.. كون عمليات التأهيل وفتح الطريق لزرع بذور التطرف ومقدمات غسيل الأدمغة للوصول لمرحلة تجنيد الإرهابيين وأفراد الفئات الضالة؛ تتم من خلالهم.. وكون القائمين على هذا العمل متأهبين جدا.. وحذرين جدا.. وربما متعلمون جدا، بل وربما هم يحملون الشهادات العليا من جامعات غربية أوأميركية أو محلية.. فهم أذكياء جدا.. وخبراء جدا..وحريصون جدا على عدم تجاوز القانون.. يعرفون الخطوط الحمراء فيتوقفون قبلها بقليل.. فيما يدفعون ضحاياهم إلى الإرهاب.. وهنا التحدي الأكبر..
لقد قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأننا لن نستمر في حقبة ما بعد عام 1979م وهذا تصريح مهم جدا وعميق جدا.. في اشارة واضحة لمرحلة التطرف والأفكار الإرهابية التي اجتاحت المنطقة مع ثورة الخميني وما يسمى بـ»الصحوة الإسلامية» والتي تبنتها الثورة الخمينية والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين .. وهو ما فرخ الإرهاب والتطرف والتشدد..
اذن التحدي الأكبر أمام سموه هو التحرر من حقبة الظلام التي استمرت لثلاثين عاما.. عاثت في المنطقة وفِي العرب والعالم الإسلامي برمته فساداً..
هذا هو التحدي الكبير.. وهذا هو النصر الكبير.. والموضوع ليس سهلا إطلاقا.. بل هو أصعب بكثير من مواجهة الإرهاب المسلح.. الذي يمثل مجرد مخرجات محدودة للمشكلة الأكبر والأعمق والدخيلة علينا وعلى مجتمعنا المتسامح وديننا وعقيدتنا الوسطية السمحة. إلى اللقاء.