فهد بن جليد
في نهاية إبريل الماضي اعتذر فندق فورسيزونز البحرين عن استقبال الحجوزات، وأعلن إغلاق جميع مرافقه الداخلية والخارجية لمدة ثلاثة أيام؛ لأن أحد الضيوف قام بحجز الفندق بالكامل، وفي الوقت ذاته تم حجز نصف غرف فندق الريتز كارلتون للغرض نفسه، الذي كان عبارة عن زواج هندي ضخم، حضره قرابة 700 مدعو ضمن برنامج (البحرين وجهة الزفاف)، وهي الفكرة التي تهدف إلى تسويق البحرين سياحيًّا في منطقة الشرق الأوسط؛ لتكون محط أنظار السياح من الخارج لتنظيم وإقامة حفلات الزفاف بشكل أسطوري وخاص، تشارك فيه دور الأزياء والمجوهرات، إضافة لحصول المدعوين على تسهيلات في المطار لإدخال الهدايا والمجوهرات وإخراجها مرة أخرى. تبدو الفكرة جديدة علينا في منطقة الخليج بأن يأتي إلينا سياح بهدف إقامة حفلات الزفاف ببلادنا، ولكنها - برأيي - فكرة رائعة وذكية للترويج السياحي الناجح.
في السبعينيات والثمانينيات كان بعض الأثرياء من الطبقات المخملية يقيمون زواجاتهم في مصر ولبنان والمغرب، وبعد ذلك تطورت المسألة لتصل بعض زواجاتنا إلى لندن وباريس. ولعل فترة الصيف كانت هي الوقت الأنسب للتعارف بين الأسر, وإقامة الزواجات لاحقًا هناك. الفترة الأخيرة شهدت حفلات زفاف سعودية أُقيمت في تركيا، تحت بند الموضة وحلم الزفاف الأسطوري الخاص، الذي لا يمكن تنفيذه محليًّا. وفي كل الصور السابقة ينم الأمر عن اقتدار العائلتَيْن ماديًّا في حال كانت تكاليف الحضور مدفوعة، ولربما تكبَّد الضيوف خسائر وتكاليف إضافية. هذه الموضة لا يمكن معرفة هل ستستمر لسنوات أخرى أم لا؟ والمستفيد بالطبع في كل الأحوال هو البلد الذي يُقام فيه الزفاف. الأمر يستحق أن يدرس، وتُقيَّم آثاره.
نعود للبحرين التي تستعد لإقامة حفل زفاف هندي ضخم آخر نهاية نوفمبر المقبل، وهذا بعد النجاح الكبير للحفل السابق الذي كان له أصداء واسعة في وسائل الإعلام الهندية. يبدو أن البحرين مستمرة لتقديم نفسها كواجهة لإقامة حفلات الزفاف في المنطقة. أعرض هذه التجربة كنموذج لنجاح التفكير خارج الصندوق في تسويق الأفكار لجذب السياح..
ولعلي أختم هنا بتجربة أخرى حول كيفية نجاح الروس في جذب السياح بعد الركود الذي شهدته السياحة هناك، عندما تم تقديم أفكار مختلفة وجريئة، كبرامج ركوب السياح في طائرات حربية، ومشاهدة كيف يتم إرسال الأطعمة والأغراض إلى رواد الفضاء، وخوض تجربة عدم الاتزان وفقدان الجاذبية، إضافة لفتح بعض أجنحة القصور التاريخية لتناول وجبة عشاء مقابل 4000 دولار في الليلة.
السائح دائمًا يحتاج إلى مَن يفكِّر نيابة عنه؛ ليقرر هو السفر. وهذه المعادلة التي يجب أن ننتبه لها جيدًا.
وعلى دروب الخير نلتقي.