سعد الدوسري
من خلال سكيتشات «أوراق ملوّنة»، التي كان التلفزيون السعودي يعرضها عام 1985، بدأ الفنان ناصر القصبي يشق طريقه بكل ثقة في عالم الكوميديا، إذ إنه يمتلك حضوراً عفوياً لافتاً، بالإضافة إلى موهبته المميزة في التجسيد الكوميدي للشخصيات والأدوار التي يؤديها. وحين انطلقتْ حلقاتُ «طاش ما طاش» في جزئها الأول عام 1993، بات واضحاً أنه اختار مع رفيقيه الفنان عبدالله السدحان والمخرج عامر الحمود، الأسلوب الاسكيتشي الكوميدي للتعبير عن مواهبهم، ولطرح قضايا مجتمعهم. واستمر «الطيشان الجميل» 18 موسماً، تمكَّن فيها ناصر وعبدالله وعامر والمخرج عبدالخالق الغانم، الذي انضم إلى طاقم السفينة بديلاً لعامر، من حفر أسمائهم في ذاكرة المجتمع السعودي والخليجي والعربي، بكل اقتدار، ونالوا من التكريم، ما لم ينله أحد من الممثلين والمخرجين السعوديين. وطالهم في نفس الوقت من الهجوم الاجتماعي والصحفي، ما لم يطل أحداً من نجوم الفن، بل إن الأمر تجاوزَ الهجومَ إلى التهديد، مما اضطر ناصر للانتقال من الرياض إلى دبي.
في عام 2011، وبعد الجزء الثامن عشر، افترق توأم «طاش ما طاش». وللمصادفة، فلقد كان فراقهما عبر حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني «واجه الصحافة» للزميل داود الشريان، التي نالتْ شهرةً واسعة، ومشاهدة استثنائية، ليُختتم فيها مسلسل الخلافات التي بدأت في المحاكم بين ناصر وعبدالله من جهة، وعامر الحمود من جهة، وانتهت بالعتاب شديد اللهجة من قِبل عبدالله لرفيق دربه ناصر للقرار الذي اتخذه منفرداً لإيقاف مسلسلهما، للأبد.
في عام 2015، قرَّر ناصر القصبي العودة لنفس الاسكيتشات الاجتماعية الكوميدية التي قدمته للجمهور، ولكن ببطولة مطلقة له، تحت اسم «سيلفي».