جاءت فكرة تأسيس المركز الاجتماعي من مجموعة من أبناء منطقة الرياض للقيام بعمل إنساني تكريماً لرائد الأعمال الخيرية وابن الرياض البار وأميرها سلمان بن عبدالعزيز، وقاموا بدعوة رجال الأعمال وأعيان مدينة الرياض في مقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في مساء يوم السبت الموافق 5-9-1410هـ، واطلع المجتمعون على فكرة المشروع وأهدافه التي لقيت المباركة والتأييد من الحضور وتم في ذلك الاجتماع ترشيح أعضاء اللجنة التأسيسية للمركز وتبرعوا بما يزيد على أربعين مليون ريال.
عقدت اللجنة التأسيسية لمشروع «مركز الأمير سلمان الاجتماعي للمسنين» اجتماعها الأول بمبنى الغرفة التجارية بالرياض برئاسة معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم الذي صرح في ذلك الاجتماع قائلاً « إن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أبلغني أن أبلغ اللجنة التأسيسية، أنه تبرع لهذا المشروع بمبنى سموه المسمى «عمارة العزيزية»، الواقعة على شارع الملك فيصل في قلب مدينة الرياض وقفاً ثابتاً على المشروع، مادام المشروع قائماً، عنه وعن أبنائه»، ويبلغ الإيراد السنوي لعمارة العزيزية في ذلك الوقت مليونين وأربعمائة وأربعة وتسعين ألفاً وتسعمائة وثمانية وستين ريالاً (2.494.968).
إن الهدف الرئيسي للمركز هو تعزيز احترام الذات لدى المسنين ومساعدتهم لإيجاد هدف مفيد في الحياة، ويكون المركز مكانا لاجتماعهم وممارسة أنشطتهم الاجتماعية وتعزيز القيم الدينية وأهمها البر بالوالدين وذلك من خلال الأهداف والأنشطة التالية:
1- بيان أهمية البر بالوالدين من الناحيتين الدينية والدنيوية والحث على ذلك وتوعية الناس بهذه الأهمية بواسطة الدعاة والوعاظ وأئمة المساجد ورجال الفكر وبيان عقوبة التخلي عن الوالدين العاجلة والآجلة.
2- الاستعانة بالسلطات الرسمية إذا دعت الحاجة إلى ذلك لإلزام ذوي المسن بالبر به وإعطائه ما يستحقه من التقدير والاحترام للذين ربطهما الله عز وجل بطاعته.
3- تجنيب المسنين الوحدة والاكتئاب من خلال اللقاءات والنشاطات التي يعدها المركز.
4- تقديم الرعاية الطبية والنصائح الصحية والوقائية للمسنين.
5- الاستفادة من المسنين بإتاحة الفرصة لهم للإسهام بتقديم معرفتهم وخبراتهم للمركز من خلال المركز بأسلوب مفيد
6- مساهمة أصحاب الاختصاص في دراسة وضع المسنين الذين يحتاجون إلى خدمات والتعاون معهم وإرشادهم سواء أكان ذلك في منازلهم أو عند زيارتهم للمركز.
7- تنمية وسائل وأساليب خدمة المسنين وتقبل اقتراحاتهم وشكواهم.
8- حث المسنين على المشاركة في العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الأشخاص وتعزيز حب حياة الجماعة لديهم.
9- تمكين المسنين من اكتساب مزيد من الخبرة والمعرفة وتنمية القدرات.
10 -تنمية القدرات على التأقلم مع تغيرات المجتمع والاحتفاظ بصلات طيبة مع الجماعة.
11 - الاستفادة الجيدة من وقت الفراغ وتقليله ما أمكن.
12 -الوفاء بالاحتياجات الاجتماعية الأساسية من خلال تقديم المشورة والمعلومات النافعة المبسطة.
13 -إنشاء مكتبة وقسم لدراسات الشيخوخة.
14 -إصدار نشرة دورية تخدم المسنين وتوضح الأسلوب الأمثل لرعايتهم.
15 -التعاون مع وزارة العمل في كل ما من شأنه خدمة المسنين.
16 -التعاون مع الجهات الصحية في تقديم الرعاية الطبية لمن تستدعي حالته وتقتضي الضرورة رعايته طبيا من المسنين.
بداء المركز الاجتماعي في استقبال الأعضاء في شهر رجب عام 1417هـ، وتم الافتتاح الرسمي يوم الثلاثاء الموافق 12 رمضان 1417هـ، ويعتبر المركز من المعالم الحضارية لمدينة الرياض وضمن نطاقها المركزي ويقع على أرض مساحتها الاجمالية مائة وخمسة آلاف متر مربع شغلتها الحدائق والمسطحات الخضراء والجلسات والملاعب.
أنجز المركز الكثير من البرامج والأنشطة ففي المجال الصحي، ويقدم المركز الخدمات الطبية الأولية للأعضاء من خلال عيادتين واحدة في قسم الرجال والأخرى في القسم النسائي بالإضافة إلى خدمات العلاج الطبيعي ونشر الوعي الصحي بإقامة الندوات والمحاضرات، أما النشاط العلمي فيركز على مواصلة الندوات والمحاضرات العلمية والثقافية والدينية يقدمها مختصون من المشايخ والمفكرون والعلماء في مجالات مختلفة، ويضم المركز مكتبة تحتوي على مئات الكتب يعول أن تكون مركز أبحاث وقاعدة بيانات في مجال الشيخوخة.
لم يقتصر النشاط العلمي والثقافي للمركز على الندوات والمحاضرات بل هناك الكثير من الفعاليات، مثل إقامة الأمسيات الشعرية، وتنظيم الندوة العلمية الأولى للمسنين ضمن مشاركة العالم الاحتفال بالسنة الدولية للمسنين (1999م)، استمرت الندوة من 16 إلى 17 شوال 1419هـ، ويشارك المركز في المؤتمرات الخارجية وورش العمل التي تهتم بقضايا المسنين حيث شارك المركز في مؤتمر الدوحة العالمي لرعاية المسنين، والندوة العلمية للمسنين في الكويت التي نظمها المكتب التنفيذي لوزراء العمل والشؤون الاجتماعية في الفترة من 23- 27 اكتوبر 1999م، كذلك يهتم المركز بإقامة المعارض التشكيلية للفنانين السعوديين وغيرهم مثل المعرض الذي أقيم في الصالة النسائية للفنانة التشكيلية الألمانية (ماريا فوكس) برعاية السفارة الالمانية بالرياض في يومي 2-3 شعبان 1420هـ.
أما النشاط الاجتماعي، فيحرص المركز على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء في لقاء شهري منتظم عرف (بلقاء الأحبة) ولقاء آخر للنساء وهو (لقاء المودة)، ويشارك المركز في مختلف الأنشطة الوطنية والثقافية والمهرجانات الشعبية، مثل الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى والمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).