إبراهيم الدهيش
- حزمة من القرارات أصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم هي بمثابة تأسيس لمرحلة جديدة متجددة لكرتنا الخضراء هي بأمس الحاجة لمثل هذا الحراك والمتغير ونفض الغبار عن أنظمة ولوائح وآليات بقينا نتعامل معها دونما مبادرة للتغيير بالرغم من ثقوبها المتعددة وهشاشتها المتجذرة التي لم تعد تتلاءم ومتغير الوقت والمكان والإمكانات! يأتي من أبرزها قرار السماح لأندية دوري جميل بتسجيل (6) محترفين من غير السعوديين ولأنه قرار مثله مثل أي قرار له سلبياته وإيجابياته قابل للنقاش والاجتهاد سأتحدث حوله وفيه من منطلق المصلحة العامة من خلال قراءة استباقية وفق قناعتي الشخصية.
- يمكن أن نتفق إلى حد ما أن زيادة عدد المحترفين من غير السعوديين إلى (6) سيساهم في معالجة ظاهرة الأرقام الفلكية لعقود الاستقطابات المحلية خاصة من فئة (الرجيع) و(منتهي الصلاحية) بما يفوق مردودها الفني!
- وأنها ستساهم في زيادة دخل الاتحاد وترفع من قيمة الرعايات.
- وربما وأقول (ربما) ترفع من وتيرة إيقاع المنافسة وبالتالي قد تساهم في رفع المستوى الفني للدوري.
- لكن ماذا عن كرتنا (الوطنية) بمواهبها ونجوم منتخباتها؟!
- في اعتقادي (الجازم) بأننا سنشاهد من الأساسيين في منتخبنا الوطني الأول من هو على مقاعد البدلاء!
- ولن تجد مواهبنا فرصتها في المشاركة وسط (كوم) هؤلاء المحترفين وسيكون القرار سببا في الحد من طموحاتهم وتطلعاتهم وبالتالي سينعكس كل هذا سلبا على منتخباتنا الوطنية ونحن الذين نتطلع لبعث جيل يكمل ما بدأه السلف!!
- وبالرغم من أن القرار يهدف فيما يهدف إليه لردم الفجوة الفنية بين الفرق الا أن الوضع سيبقى كما هو مقدمة ووسطا وقاعا على اعتبار أن الأندية ذات الإمكانات العالية بما تملكه من دعم شرفي سيكون باستطاعتها استقطاب نجوم لديها القدرة على صنع الفارق، بينما الأندية ذات الامكانات الأقل لن تستطيع أن تفعل وستكون انتداباتها وفق مبدأ (الجود من الموجود) وبالتالي ستبقى الفجوة كما هي!
- ومن أجل هذا كله لما ذا لا نبقي على الأربعة بما فيهم حارس المرمى من غير السعوديين لفرق المقدمة في حين يقر (5) لفرق الوسط و(6) لفرق القاع وفق ترتيب الفرق خلال الموسم الفارط وبهذا نحمي ونحافظ على نجوم منتخبنا الوطني من دكة البدلاء على اعتبار أن لاعبي منتخبنا الأول في الغالب يكونون من أندية المقدمة ولا (أحد) يستطيع أن يجزم باحترافيتهم خارجيا – وهذه تحتاج لمقالة لوحدها – وتتاح الفرصة لمشاركة المواهب الواعدة وفي نفس الوقت لفرق الوسط والقاع في مقارعة الكبار وبالتالي يتساوى ميزان القوى وتتساوى فرص المنافسة وتتحقق غالبية الأهداف.
- ويبقى الأهم في الموضوع أن يكون اتحاد الكرة قد اتخذ قراره وفق قناعات مدروسة والمهم أنه قد أعد وافترض كافة الاحتمالات لأية سلبية قد تحدث.
* همسة
وطننا مصدر فخرنا وعزنا وقيادتنا تاج رؤوسنا نختلف على أي شيء وفي كل شيء ويبقى الوطن هو كل شيء قضيتنا وهاجسنا أمنه واستقراره ورخاؤه لا اختلاف ولا خلاف عليه وفيه فهو استثناء في المحبة والدفاع والتضحية وستستمر منظومة البناء والنماء نحو آفاق أوسع وأرحب ويستمر عطاء المخلصين رغم أنوف المرجفين والمتربصين و(المهرجين)!!
* تصويبات
- أثبتت تقنية الفيديو في إعادة اللقطات المثيرة للجدل أنها ليست بتلك الدقة وخير برهان ما حدث في مباراة الكاميرون وألمانيا وما صاحبها من فوضى وانفلات وظلم (تقني) في عمليات الطرد بالإضافة إلى أنها تقتل متعة المتابعة والمشاهدة في انتظار نتائجها!!
- انكشاف الأسرار وسقوط الأقنعة ووضوح الأهداف هل سيكون جرس إنذار لزملائنا من الإعلاميين بأن يكونوا أكثر يقظة وفطنة في التعامل مع دعوات الاستضافة وإبرام عقود التحليل؟!!
- (ياليت) عملية (جرد العهدة) التي نفذت في نادي الاتحاد تكون نظاما ملزما حين استلام الخلف من السلف.
- أستغرب ومعي كثيرون صمت الزملاء أعضاء الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي من السعوديين تجاه (تهريج) رئيس الاتحاد سالم الحبسي - عماني - وانحراف بوصلة تغريداته وفق مصالحه الشخصية دونما اعتبار لأمانة الحرف وشرف المهنة بالرغم مما لقيه من دعم معنوي من قيادتنا الرياضية ما يثبت معدن السعوديين الذين لا يجيدون فن (اللف والدوران) و(الضحك على الدقون) مطلوب منهم (كلهم) موقف ليس أقله الانسحاب من الاتحاد فهل يفعلون؟!
- وفي النهاية أتساءل: لماذا لا نحاكي قرار اللجنة المنظمة لبطولة كأس القارات بروسيا حين استثنت الأطفال من شراء التذاكر ومنحتها لهم مجانا خاصة في المباريات ذات الجماهيرية الأقل؟!... وسلامتكم.