«التمرد على القدر يهوي غالبا إلى الجحيم» هي قاعدة أقرب منها إلى حكمة، يحتاج النظام السياسي القطري إلى صديق ليهمس بها في أُذنيه «لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»-ق-36-.
وعندما نتأمل المواقف السياسية لقطر التي تتصف بعدم الحكمة وقياس تبعات الأثر، إضافة إلى ما تدبره سوى بإرادتها أو بإرادة غيرها من مؤامرات تستهدف استقرار جيرانها وسلمهم الاجتماعي والأمني، ومساندة لحركات التطرف والإرهاب، وبث الفتنة لخلق الصراع والعداء والفرقة بين أبناء دول الخليج.
وهو تأمل يقودنا إلى مسألة بحث؛ لماذا تفعل قطر ما تفعله؟ ما الهدف من وراء دعمها الأسود للمؤامرات والفوضى والفتن والذي قد يسحب المنطقة إلى حرب لا تُحمد عقباها؟.
أما أن المسألة أعمق من «إرادة التحكم الذاتي» بحيث يُعقد مسألة رجوع السياسة القطرية عن سياساتها العمياء وتطلعاتها الاستقوائية.
هناك دول كبرى ودول صغرى، وهذا التقسيم الوصفي لا يُعيب الدول الصغرى، كما أن تحصيل قيمة تأثيرية لأي دولة صغرى ممكنا، بعيدا عن شق الصف ومساندة الإرهاب والسعي إلى إحداث الفتن.
وهذا حال «قطر «فالنظام القطري يعاني من عقدة إنه «دوله صغرى» رغم إمكانياته المادية بل هو من صنع عقدته.
في حين أنه يمتلك الكثير من المميزات تجعله قيمة ذات قوة تأثيرية صالحة على مستوى العالم، فهو يملك الكثير من الإمكانيات المادية، كما يملك موقعا جغرافيا حيويا والأهم أنه مُحاط بجيران جغرافيين يملكون إمكانيات وقدرات هائلة متنوعة يستطيع أن يكوّن معهم تكتلات تضمن له تحقيق قوة ذات قيمة تأثيرية صالحة ذات مستوى رفيع.
لكن من يعاني من عقدة النقص لا يُمكن أن يرى الأشياء كما هي الواقع، بل يراها عكس حقيقتها وحينا تكون الرؤية بالإنابة؛ «استيراد الاستعماء»، و»حيث تنعدم الرؤية والتدبر يهلك الناس»-هنري ماكوو-.
وأتمنى ألا يصل الشعب القطري الشقيق إلى نهاية مطاف «العمى السياسي» الذي يمارسه النظام القطري.
ولعل السؤال الأبرز الذي يتردد على ألسنة شعوب الوطن العربي بعد الكشف عن مخططات قطر.
ماذا تريد قطر من وراء سياسة دعم التطرف والإرهاب ومساندة الفوضى والفتنة؟.
ثم ألا تُدرك مخاطر جلبها للشيطان الإيراني وإحياء الاستعمار العثماني على أرضها؟.
ومع الوقت سيدرك النظام القطري أن تحالفه مع الشيطان الإيراني والمستعمر العثماني الجديد ستكون نهايته كنهاية الامبراطور الروماني «نيرون» عندما هدم المعبد عليه وعلى أعدائه.
هناك عبارة مشهورة لفرانكلين روزفلت تقول «لا شيء في السياسة يحدث بمحض الصدفة».
تسعى قطر إلى ترؤس المنطقة العربية ولتُصبح القوة الأبرز في دول الخليج والمسيطرة على رمانة الميزان، تريد أن تكون إله السياسة والمال ولو تحالفت مع الشيطان، إنه ذات الحلم الذي حلم به صدام حسين، لكن لا أحد يتعلم من التاريخ.
وهي تسعى لتحقيق تحالفها مع الشيطان من خلال «الصبغة الاستيرادية» التي تقوم على ثلاثة محاور هي:
1-استيراد المستشارين المرتزقة أصحاب التاريخ الأسود. وكم من دول سقطت بسبب المستشارين المرتزقة الفسدة.
2-استقدام رؤوس المتطرفين والإرهابيين وتوطينهم، وتحويلهم إلى دمى تنفيذية، ويعتقد النظام القطري بذلك أنه يستطيع أن يكوّن قوة ضغط على جيرانه وتوازن قوى في المنطقة.
3- قناة الجزيرة هي بمثابة «جيتو استيطاني» داخل قطر، وتعتمد في استراتيجيتها الإعلامية على آليتين هما؛ الذهنية الشفهية لأبناء المنطقية التي تتصف بسرعة الاستجابة والانفعال والبعد عن التحليل والتفنيد، هو ما يرفع درجة صدقية المعلومة.
والآلية الثانية، طريقة تقديم المعلومة، فنحن إذا قدمنا معلومة أحادية الجانب فذهننا حينها قد يفكر في رفضها أو قبولها أي أن معيار الاختيار حر، لكن لو قدمنا المعلومة ضمن ثنائية متصارعة، فمعيارنا في الاختيار انتفى بسبب وجود بديل لذلك المعيار من خلال موجِه مباشر لاختيار القرار وفق ما يقدمه لنا الموجِه، ونحن لا نرفض تلك الوصاية بسبب أسلوب الجذب والتتشويق المقدم من خلاله ذلك التوجيه، وبذلك «فثنائية الرأي والرأي الآخر» وفق تلك الوصاية هي دس السم في العسل.
** **
- سهام القحطاني