إبراهيم الطاسان
إذا كانت الواقعية هي انسجام الرأي مع الواقع، والتصوير الواضح للمشهد، وتجسيم الواقع، كما لو كان مجسما ملموسا. فلاشك أن غير الواقعي لا يمكن تعريفه إلا أنه تصور خيالي لما ليس له وجود. أي رأي غير منسجم مع الواقع، ومتعذر على الإدراك لتجسيمه محسوم. وهذا التعريف للواقعية، وغير الواقعية ليست فلسفة الكاتب إنما هو تعريف يمليه معنى اللغة العربية، وشهدت به قواميسها اللغوية التى هي لغة القرآن الكريم التى لم يكتف بعض إعلاميي قطر بترديد قالة سياسييهم بأن مطالب الدول المقاطعة لحكومة قطر غير الواقعية. بل تجاوزوا الى أبعد من ذلك فوصفوا هيئة كبار العلماء بالمملكة بهيئة كبار «المنافقين» ووصفوا (العربية) بالعبرية. لم يسعفهم الجهل باللغة لإدراك شرما وقعوا فيه بين ثنايا محاولاتهم التقليل من شأن ما يرد في قناة العربية. (نسوا مشهد بيريز بالدوحة). إذ لم يتورعوا عن وصف مفردة اختصها الله بفضل وشرف حفظة كتابه الكريم. هل هذه من الواقعية. هل من الواقعية وصف علماء أجلاء هم من ورثة الأنبياء وصفهم بأصحاب الدرك الاسفل من النار؟ «المنافقين» {إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} وتعريف الواقعية السياسية فلا يخرج عن مجمل تعريف الواقعية. والواقعية السياسية انسجام الرؤى مع المصلحة الوطنية بمفهوم المصلحة الشامل. فهل إيواء رموز الفتنة كالقرضاوي الذي يفتي جهارا بجواز التفجير وقتل الأنفس والاغتيال؟ هل قطر تقر وتؤيد ذلك؟ هل تآمر أمير قطر الأب ورئيس وزرائه ووزير خارجيته مع القذافي على إثارة الفتنة في المملكة والمسجل بصوت لا يخالج الشك فيه صحته .هل تقره قطر؟ هل التآمر على البحرين، ودعم منظمات إرهابية في الإمارات، وليبيا ومصر وتونس نشاط تقره قطر؟ وأتجاوز عن دور قناة الجزيرة الذي شهده وعرفه كل متابع وهو معروف والمعروف لا يعرف. وهل التضليل والافتراء الذي يمارسه الإعلام القطري اليوم من خلال ما يجريه من حوارات حول مقاطعة قطر من زعم ان المعتمرين أخرجوا من الفنادق بمكة المكرمة وأعيدوا من حيث أتوا. وغير ذلك كثير، مما يؤكد على أن قطر تتآمر على دول المنطقة وأن عليها أن تتحمل المسؤولية في ذلك.