مما لا شك فيه أن تطور وازدهار أي أمة لا يكون إلا من خلال أبنائها فهم عماد المستقبل ورجال الغد, وإن أبناء هذا الوطن في الوقت الحاضر عرضة لاكتساب بعض الآداب والأخلاق الدخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ على آدابه وأخلاقه الإسلامية بطريقة غير مباشرة عن طريق ما تبثه القنوات الفضائية وما يتلقاه عبر وسائل التواصل المختلفة, فنحن اليوم في حاجة ملحة وضرورية إلى تنمية وغرس الآداب الإسلامية والأخلاق المحافظة في نفوس الناشئة, وأن نوجد الوعي الذاتي والحصانة الداخلية التي تحول دون اختراق خصوصيتنا الثقافية والتأثير على قيمنا الاجتماعية, من هنا يأتي هدف هذا المقال لأن غالبية السكان في هذا الوطن الغالي من فئة الشباب وتربية هذا الجيل وبنائه معرفياً وقيمياً يحتاج إلى تفاعل الجميع فالآداب والأخلاق والقدوات التي يتلقاها الأبناء في محيطهم الأسري تسبق التعلم في المدارس, ومن هنا يبدأ البناء التربوي والأخلاقي من خلال بناء علاقة وطيدة بين الآباء والأبناء تقوم على المودة والاحترام المتبادل التي تقوي أواصر الصلة بين لبنات المجتمع, وتشد أركانه وترسي دعائمه, وزارة التعليم تستطيع القيام بذلك سواء من خلال وضع مقرر دراسي بمعدل حصة واحدة في الأسبوع يكتسب فيها الطالب بعض القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية التي تعود عليه بالنفع في تحصيله العلمي والتربوي داخل المدرسة وخارجها, وكذلك الهيئة العامة للرياضة عليها دور كبير في هذا الجانب لأنها الجهة المخولة بتقديم البديل الترفيهي والرياضي عما يبث في قنوات الفساد والغزو الثقافي, وحث جميع الاتحادات الرياضية التابعة للهيئة على نشر هذه الآداب والأخلاق بين الرياضيين, فالرياضة ليست حركات ميكانيكية جسدية بل هي قبل ذلك أخلاق وقيم ورقي في التعامل تقييد للسلوك السلبي والانفعالات النفسية, ولا ننسى الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام سواءً المرئي أو المسموع أو المقروء أن تلعبه لأنها من أقوى المؤسسات التربوية القادرة على تجسيد القيم الحميدة وغرس المثل الفاضلة والوصول إلى فئة الشباب ومخاطبة احتياجاتهم وملامسة طموحاتهم, ويكمن ذلك من خلال عرض برامج ومسلسلات تحث على الصدق وتغرس الأمانة وتبذر الإخلاص في العمل, وتشجع على الحوار والتعايش وغيرها.