لا يمكن لبلادنا المملكة العربية السعودية التي تعد اليوم محط أنظار العرب، وأملهم في قيادة البلدان العربية نحو خلق الاستقرار ومحاربة الإرهاب «أن تقبل» بأن يمّس أمنها، أو أمن أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي من قبل أي طرف كان، وحينما يأتي الأذى ليمس أمن هذه المنظومة من الدول الخليجية التي يربطها علاقات الجوار والمصير المشترك، ويجمع شعوبها أواصر من الدم والنسب والقربى من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي؛ فهذا يعني أن مثل هذا التجاوز على الأنظمة والمواثيق والمعاهدات والانقلاب على الاتفاقيات، لا يمكن تسميته إلا طعناً في الظهر غدراً وخيانةً، الأمر الذي لا يمكن القبول به وسترفضه الشعوب الخليجية قبل الحكومات، ومع الأسف أن تتجه كل الأصابع لتشير إلى دولة « قطر» لتكون وفق المؤشرات والوقائع بأنها المتسببة في حدوث ذلك الصدع الذي يعصف بالمنطقة منذ أيام، والذي قد يحدث شرخاً في جدار العلاقات لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما لا يسر أي مواطن خليجي ولا يتمنى أن يصل إليه حالنا، ولهذا نقول إننا نتأسف أن يحدث هذا من قطر التي نحبها أرضاً وإنساناً، وتشاركنا في التاريخ والوجود والجوار حين تختار أن تغرّد خارج السرب الخليجي، لتعطي فرصة لمن لا يحملون لنا في الخليج إلا «الكراهية والحقد» ليشمتوا ويدسوا أنوفهم في قضايانا الخليجية، على الرغم من أن دول الخليج العربي كانت ترعى حق الجوار وتسعى إلى أن تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع دول المنطقة، إلا أن إيران بدلاً من أن تنهج نحو سياسة رصينة تعمل من خلالها على رفاه شعبها، وتنمية بلدها، وتشترك مع دول المنطقة وتتعاون معها، لجعل المنطقة خالية من الاضطرابات؛ فلم تتوقف عن التدخل في شؤون دول الخليج لتدعم عدم الاستقرار بزرع أذناب يخدمون أجنداتها، ودعم المليشيات الإرهابية في أغلب دول المنطقة، وخصوصاً في الدول التي تشهد الصراع في العراق وسوريا واليمن، وتكون محرضة على الكثير من الأعمال الإرهابية التي شهدت السعودية والبحرين والكويت وفق الدلائل والشواهد، ودولة بهذه السياسة التخريبية القائمة على الأطماع التوسعية؛ لم يكن لمصلحة قطر أن تضع يدها في يد أصحاب العمائم الذين يقودون بلدهم وفق سياسات زعماء العصابات الإرهابية، وقطر تعلم أنها جزء من منظومة دول الخليج التي تحاول طهران زعزعة أمنها، وتقويض استقرارها، فالأمر لا يمكن له أن يستقيم أو يقبل، وعلى كل حال نتمنى أن تعد قطر إلى حضنها الخليجي فهو المحضن الحقيقي لها والذي يضمن استقرارها واستتباب أمنها، ونأمل أن يعلم عقلاؤها بأن إيران لم تتدخل في بلد إلا وحولته إلى بقعة تطفو فوق صفيح ساخن من الاضطرابات والقلاقل والحروب، والأدلة حولنا تشهد بذلك في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكل ما نخشاه هو الاستمرار في الطريق الغلط، وحينها لا تستيقظ الدوحة إلا على كابوس مفزع وحينها ولات ساعة مندم، نسأل الله للخليج الأمن.
** **
- محمد بن إبراهيم فايع