«الجزيرة» - رويترز:
في ظل تنامي مخزونات النفط رغم الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج وهبوط أسعار الخام بنسبة20 بالمائة في الشهر المنصرم، لكن منظمة أوبك تحقق نصرا في معركة مهمة هي زيادة إيرادات الدول الأعضاء هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ومن المرجح أن تدفع إمكانية زيادة الإيرادات «أوبك» للتمسك بتخفيضات الإنتاج بل وزيادتها.
وحقق أول خفض للإنتاج تقرره «أوبك» في ثمانية أعوام إيرادات بلغت 1.64 مليار دولار يوميا للمنظمة منذ بداية العام بزيادة أكثر من عشرة بالمائة عن النصف الثاني من 2016 وفقا لحسابات رويترز من واقع بيانات «أوبك» لمتوسط الإنتاج وسعر سلة خاماتها حتى20 يونيو.
ومقارنة بالنصف الأول من 2016 حين هوت الأسعار لأقل مستوى في 12 عاما قرب 27 دولارا للبرميل تكون الزيادة بنسبة 43 بالمئة رغم عدم حدوث تغير يذكر في مستوى إنتاج الدول الأعضاء في أوبك. وقد يزيد الإنتاج خلال الفترة المتبقية من العام إذا تبددت تخمة المعروض كما تأمل أوبك. واتفقت أوبك مع روسيا وغيرها من المنتجين من خارج المنظمة في 25 مايو على تمديد تخفيضات الإنتاج التي أقرها الاتفاق الأول حتى نهاية النصف الأول من 2017 لتصبح حتى مارس من العام المقبل.
وقال شكيب خليل وزير النفط الجزائري السابق «أتوقع أن تحقق أوبك مكاسب أكبر في النصف الثاني من 2017 نتيجة لشح السوق في الربعين الثالث والرابع رغم زيادة الإمدادات من دول من خارج أوبك لم يشملها الاتفاق وإنتاج يفوق التوقعات من ليبيا ونيجيريا». وتوقع أن ترتفع إيرادات «أوبك» نحو ثمانية بالمائة في النصف الأول من العام الجاري بعد أن تحركت المنظمة في نهاية العام الماضي لخفض الإنتاج نحو أربعة بالمائة.
وتابع «الزيادة الكلية لإيرادات أوبك ستتراوح بين تسعة وعشرة بالمائة في 2017 كاملا مقارنة بعام 2016». والقرار الذي تبنته «أوبك» في أواخر 2016 للعودة لسياسة تقييد الإمدادات بالتعاون مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين هو نهاية لفترة استمرت عامين قامت خلالها المنظمة بضخ الكميات بأقصى طاقة في إطار تحول في سياستها قادته السعودية لكبح إنتاج المنافسين وتعزيز حصة المنظمة في السوق مما أدى لتسارع وتيرة هبوط الأسعار.
وفي البداية، اتفقت «أوبك» وحلفاء من خارجها في مقدمتهم روسيا على خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2017 لكن تبين أن وتيرة تبدد تخمة المعروض تسير بوتيرة بطيئة فوافقوا في مايو على تمديد الاتفاق حتى نهاية الربع الأول من 2018. إلا أن انخفاض الأسعار منذ ذلك الحين دفع البعض في «أوبك» للتساؤل عما إذا كان الاتفاق كافيا لكن المنظمة ليست في عجلة من أمرها لتعميق تخفيضات الإنتاج.
وأضعفت زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة جزئيا تأثير التخفيضات التي قادتها أوبك. بالإضافة إلى ذلك زاد إنتاج ليبيا ونيجيريا وهما عضوان في «أوبك» ولكن استثنيا من التخفيضات غير أن الزيادة ليست كافية لتغيير الصورة الكلية لخفض إنتاج «أوبك» في فترة الأشهر الستة.
ويرحب أعضاء «أوبك» بالزيادة في الإيرادات لكنها لم تسد بعد العجز الذي أصاب الميزانيات. ويعتقد خليل أنه ينبغي أن تبقي «أوبك» على تخفيضات الإنتاج بعد انتهاء الاتفاق الحالي للحفاظ على ما تحقق لها من زيادة في الإيرادات في العام الجاري. وقال «سيكون في صالح أوبك أن تخطط لمد تخفيضات الإنتاج بعد نهاية مارس 2018 للحفاظ علي زيادة بين تسعة وعشرة بالمائة في إيرادات 2017».