«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بفضل الله يتردد على بيت الله الحرام سنوياً بل على مدار العام، ملايين من المعتمرين القادمين من داخل المملكة وخارجها. وبعد الانتهاء من شعائر العمرة المحبّبة لدى المسلمين كافة، وهي إحدى السّنن التي سنّها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بحيث إنّها تزيد من حسنات كل مسلم ومسلمة، بعد ذلك يفكر المعتمرون والزوار بشراء بعض الهدايا التذكارية من أسواق مكة المكرمة أو حتى جدة، وهي ما شاء الله زاخرة بأنواع مختلفة من المنتجات والتذكارات الدينية والإسلامية المختلفة، مثل المصاحف والسجاجيد وصور الكعبة الشريفة والمسجد الحرام ومسجد الرسول والمشاعر، وحتى الميداليات التي تحمل صور الحرمين الشريفين. توجد ميداليات تحمل مختلف الأسماء والتي يراها البعض من المعتمرين مناسبة لمعارفهم وأصدقائهم ومن يعز عليهم. خصوصاً إذا كانت تحمل صورة من مكة المكرمة.
وعادة يتضاعف الإقبال على شراء هدايا المعتمرين في مثل هذه الأيام بعد شهر رمضان المبارك، فهناك بعض المعتمرين خصوصاً القادمين من خارج المملكة، يتأخرون في العودة لبلادهم حتى العيد للاستمتاع بقضاء جانب من أيام العيد في رحاب الحرم الشريف وصلاة العيد في الحرم. لذلك تزدحم متاجر ومحلات وحوانيت بيع الهدايا في أسواق مكة المكرمة وجدة وحتى المدينة المنورة بالمعتمرين والزوار، فتجدهم يشكلون حضوراً لافتاً ويساهمون في ذات الوقت في نشاط وفاعلية الحركة الاقتصادية في هذه الأسواق..
ومن ضمن ما شاهده كاتب هذه الإطلالة الإقبال على شراء أنواع عديدة من الهدايا وعلى الأخص القادمون من خارج المملكة، والتي يجدونها فرصة عظيمة فالأسعار في أسواق المملكة ليس لها مثيل، فهي مناسبة بالمقارنة بأسعارها في بلادهم. والأهم توفر أنواع ممتازة لا توجد في بلادهم، كالأجهزة الإليكترونية والكهربائية والأقمشة والعطور والساعات، وحتى المشغولات الذهبية التي تمتاز بنوعية الذهب الممتاز والنقي، والذي اشتهرت به أسواق الذهب في المملكة ومنذ القدم . كذلك توفر أنواع مختلفة من السلع والهدايا المناسبة لكل الأجيال والأعمار، من كبار وصغار ورجال ونساء وأطفال. وفي سوق باب شريف تجد المعتمرين والمتسوقين ينافسون المعروضات في متاجر ومحلات السوق. فالجميع حريصون على شراء الهدايا المناسبة لميزانياتهم وقدراتهم الشرائية.
هذه الهدايا التي تذكرهم بالعمرة، عند عودتهم لبلادهم أو مدنهم داخل المملكة. وهي هدايا لا يمكن أن تُنسى. فهل المعتمر ينسى تلك اللحظات الروحانية التي شعر بها وهو يطوف حول البيت العتيق .. مردداً: « لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك»؟ أو هرولته في المسعى مرتدياً الإحرام وهو يقول: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده»، وماذا بعد وكم هو جميل وهو يسبح بحمد الله وهو يداعب حبات سبحته التي اقتناها من أحد المحلات المجاورة للحرم .. وكل عمرة وأنتم أحبتي بخير..