البدن له حق علينا فلنعطه حقه بما يحتاجه من الرعاية الصحية.. وهنا تبقى حاجتنا للخدمات العلاجية وإلى الأخوة الأطباء.. وأصبحت كل منطقة ومحافظة ترفع راية الفخر والاعتزاز بأبنائها المتميزين طبياً هنا وهناك.. وتراهم عزوة وسند لها ومستشارين في همومها وتطلعاتها الصحية والشفائية.
ومحافظتنا الرس كان لها قصب السبق في احتضان أطبائها من خلال لقاءات ودية بدأت من عام 1427هـ من خلال فكرة فعلها الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش في مهدها حتى أصبحت (محطة سنوية) ثاني أيام الفطر المبارك جامعة بين مشاعر المعايدة بالعيد السعيد وطرح العقبات والمصاعب والتطلعات ومناقشة حلول لها.
ونحن في اللقاء 13 فلا يزال الاجتماع حيوياً والحضور مشجعاً والرؤية طموحة من أبناء بررة (لديرتهم).. وكانت جمعة مباركة تحت قبة مركز سلطان الحضاري وبرعاية لجنة التنمية السياحية بالتنسيق مع مستشفى الرس وتشريف وكيل المحافظة بدر العساف.. وكوكبة من الأطباء والاستشاريين ولجنة أهالي الرس.
حوار ساخن طرحت من خلاله وجهات نظر بصورة حضارية وصادقة وتقرأ في وجوه أطبائنا الرغبة الكبيرة في تقديم كل ما في وسعهم لخدمة محافظتهم التي تضاعف عدد سكانها وما يحيط بها وأصبحت تحتاج إلى خدمات صحية لمرضاها في حالات معينة.. فكانت الحاجة إلى التعاون مع مستشفيات متقدمة.. لذا كانت ضرورة تسهيل عملية التنسيق والتحويل الطبي السريع للحالات الطارئة مطلباً حاضراً بقوة إلى جانب الاستشارات والتدريب الطبي وزيارات الأطباء.
وطرحت أراء جميلة عن إعداد مسبق لعناصر الاجتماع تسبقه بفترة.. وإيجاد منسق بين الأطباء وصحة الرس.. ناهيك عن فكرة تكريم الأطباء المتفاعلين، كما أن الأهالي يتفاءلون بسرعة إنجاز مستشفى النساء والولادة الذي كان مشروع فرحة طبية لكنه يمشي الهوينا وبخجل والحلم بعيد في إنجازه.. إلى جانب أن الكل يريد سماع كل تطوير في أقسام المستشفى الحالي وقدرته الاستيعابية.. وكل الأمل أن يتحقق هذا بوجود الرجل النشط قائد المستشفى والقطاع الصحي الأستاذ طارق القزلان.
تفاعل أطباؤنا كثيراً في هذا اللقاء والذي جاء متميزاً ولامس الواقع ووضع النقاط على الحروف.. وكان الدكتور/ فهد الغفيلي وزايد الزايد وطارق العايد والدكتور عبدالله الضلعان أكثر تعاطفاً للمشاركة في الهموم والتطلعات والآمال.. لكن لا أقول إلا شكراً للجميع فأنتم شمعة صحية بيدكم بعد الله المساهمة في القضاء على واحد من الثالوث المخيف وهو [المرض] بتعاطفكم وخيريتكم وحنانكم لتبقى محافظتنا متفوقة صحياً فأنتم منها ولها وجزاء الأم برها والإحسان إليها.. وختاماً أودعكم باقتباس من قصيدة الشاعر د/ محمد نجيب المراد حين قال:
وإن الطب مهنة كل حر
رآى أن يبذل الجهد اجتهادا
وكل محارب في الطب يبقى
وحن تعاطفاً لبكاء طفلٍ
ولطف عند والده الشداد
ويعطي الأمر منزله بقدر
ويعرف إن أساء وإن أجادا
همسة شكر لمن كان وراء الإعداد والتنظيم.. وإلى اللقاء.