د. ناهد باشطح
فاصلة
(ينبغي كسر النواة للحصول على اللوزة)
(حكمة يونانية)
أتمنى أن تكون الصحف لدينا قد اهتمت بإطلاق ودعم وزارة الثقافة والإعلام مؤشر الإعلام الرقمي، رغم أني لم أقرأ تعليقًا حوله!
المؤشر يستعرض ثلاثة جوانب رئيسية، هي: استخدام الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي، استراتيجية الهواتف الذكية ونشر الإعلام الرقمي، ولوحة مؤشر الإعلام الرقمي التي تحلل بيانات سوق صناعة الأخبار.
هي المرة الأولى في تاريخ وزارة الثقافة والإعلام التي ترعى وتدعم فيها مشروعًا لمستقبل الإعلام؛ لأن الوزير هذه المرة رجل اقتصاد، يعرف أن صناعة الإعلام إحدى ركائزها المال.
هذا يجعلنا نتفاءل بأن الوزارة مدركة للمرحلة التي تعيشها صناعة الإعلام في العالم أجمع، ومن يطلع على تفاصيل مؤشر الإعلام الرقمي يدرك أن مستقبل الإعلام يمر بمرحلة مختلفة، لم تعد الكلمة وحدها هي الرصاصة، بل إن الصوت والصورة يلعبان دورًا مهمًّا جدًّا في إيصال الرسالة الإعلامية.
وعلى الصحف أن تدرك أن هناك استهلاكًا أكبر للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقد احتلت السعودية المرتبة الأولى مع 20.8 مليون مستخدم نشط من أصل 32.2 مليون نسمة في استخدام الإنترنت، بينما نجد أن حسابات الصحف في تويتر رغم زيادة عدد متابعيها إلا أنها لم تستثمر هذا الجانب.
كما أن كشف "مؤشر الإعلام الرقمي" بعد دراسته 112 صحيفة لمعرفة أنظمة التشغيل والمنصات التي تستخدمها أن 88 % من الصحف تستخدم "تويتر"، و75 % منها تستخدم "فيسبوك"، و66 % تستخدم خدمة التسجيل في خدمة الرسائل الإلكترونية، و40 % تستخدم "إنستجرام"، و39 % تستخدم "جوجل بلاس"، ثم 10 % تستخدم "لينكدإن"، ثم 8.7 % تستخدم "تليجرام".
يعني أنه رغم انتقال الصحف إلى عالم الإنترنت إلا أن وجودها على منصات التواصل الاجتماعي ما زال غير مؤثر.
إن نجاح مؤشر الإعلام الرقمي في تحليله لمشهد الصحافة يغري بالاهتمام بمشروع آخر لتحليل مضمون الصحف، بما يمكن أن يساهم في رفع مستوى صناعة المحتوى المحلي الرقمي، وهو أحد عوامل تحسين الصورة الذهنية للسعودية إذا ما عرفنا أن الإعلام الغربي وأحيانًا العربي يعتمد في مواده الإعلامية على صحافتنا المحلية كمصدر.
ولربما حان الوقت أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام مشروعًا لصناعة المحتوى المحلي مثلما أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عام 2007م مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، التي من أهدافها ردم الفجوة الرقمية؛ ليصبح المجتمع مجتمعًا معرفيًّا.
ربما حان الوقت لنصبح أيضًا مجتمعًا يصنع إعلامًا معرفيًّا، ويقفز بالمحتوى المحلي من التقليدية إلى الابتكار.