يوسف المحيميد
كتبت منذ فترة، ولأكثر من مرة، أننا على مستوى العمل الدبلوماسي الخارجي لا نحلق إلا بجناح واحد، وهو وزير الخارجية، حينما كان وزير الثقافة والإعلام السابق لا يمارس مهامه كوزير إعلام يعكس رؤية الدولة ومواقفها لدى دول العالم كلها، بحيث يحمل الشرف ذاته الذي يقوم به وزير الخارجية، خاصة أننا نعيش صراعًا إعلاميًا حادًّا، سواء على مستوى الإعلام التقليدي أو الإلكتروني أو الفضائي، وضرورة كشف كل الحقائق للدول الغربية، وهذا يحتاج إلى عمل جاد ودؤوب ومنظم.
تذكرت انتقادي ذاك، حينما تابعت ما قام به وزير الثقافة والإعلام الدكتور العواد، من دور مهم وحيوي في ألمانيا، وإيضاح وجهة النظر السعودية، التي تتفق فيها مع الدول الثلاث، وما تتعرض له من انتهاكات تتناول شأنها الداخلي، ولعل الجانب الإعلامي لقناة الجزيرة، التي قاطعتُ شخصيًا مشاهدتها بشكل نهائي منذ ثورة 30 يونيو في مصر، واستبسال محرّروها ومذيعوها في وصف موقف الشعب المصري العظيم بالانقلاب، منذ ذلك الوقت، وربما قبل ذلك، شعرت بخطورة ما تفعله هذه القناة في العالم العربي، وهو ما ذكره وزير الثقافة والإعلام الدكتور العواد بأنها تصور الإرهابيين بالأبطال، وأضيف على ملحوظته تلك، وصفها لجنودنا الشهداء بالقتلى، سواء من استشهد في حرب اليمن، ومن المرابطين على حدودنا، أو من رجال الأمن ممن استشهدوا بالقتل والغدر من خلايا الإرهاب في الداخل. فهذا الموقف وحده يكفي لنكتشف كم العداء الذي تحمله هذه القناة تجاه وطننا، والمؤسف أن الطاقم الذي يديرها، وتدعمه الحكومة القطرية هم من العرب المنضوين تحت تنظيم الإخوان، وليس بينهم أي مواطن قطري، لأنه من الصعب أن يمارس تلك الأدوار المشبوهة أي قطري شريف، يرتبط مع أهله وجيرانه في الدم والقبيلة والمصاهرة واللغة والهوية، برباط وثيق، لا يمكن أن تزعزعه الأهواء والميول والأكاذيب المجانية.
ولعل كثير من المشاهدين اعتادوا متابعة هذه القناة في بداياتها، وهي تضللهم بشعارات نضالية ثورية، توحي بأنها تنتصر للضعفاء والمظلومين، وتناصر الشعوب المقهورة، بينما هي تعمل وفق خطة واضحة، تكشَّفت بشكل واضح مع حدوث الأزمات السياسية، واتضح تدخلها في الشؤون الداخلية لدول عربية متضررة، لم تزل تعاني من ويلات الفوضى والانفلات الأمني فيها!