انطلاقاً من الدور المنوط بالمؤسسات التعليمية في هذه البلاد المباركة، ولما كانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي جامعة السيادة والريادة، فقد أخذت على عاتقها القيام بأدوار مجتمعية متعددة؛ تحقيقاً لرسالتها العلمية، وتفعيلاً لمسؤوليتها الوطنية، فقد نظمت بالتعاون مع المباحث العامة بسجن الحائر فعالية رمضانية بعنوان: (رمضان فرصة للتغيير)، وتأتي هذه الفعالية استشعاراً من قائد ربانها صاحب المعالي الوزير الاستاذ الدكتور: سليمان بن عبد الله أبا الخيل - عضو هيئة كبار العلماء ـ للدور المنوط بالجامعات وبأهل العلم؛ إِذْ كانت هذه الفعالية - وقد شرفت بأن أكون أحد المشاركين فيها - علامة متميزة في تاريخ هذه الجامعة العريقة، حيث تخللها نقاش أبوي مخلص للنزلاء مع صاحب المعالي الوزير مدير الجامعة ووكلاء الجامعة والضيوف الأمنيين، وتخلله محاضرة بعنوان: (لماذا الإسلام يحثنا على طاعة ولي الأمر والحفاظ على مكتسبات الوطن؟)، إضافة إلى التحاور مع النزلاء.
وقد أجاد وأفاد صاحب المعالي الوزير مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء في نصح الشباب في لفتة أبوية كريمة، فقد حذر من جماعة تنظيم الإخوان، ومن دعاة الفتنة الذين يزجون بهم إلى أماكن الصراع والفتن، وهم تحت الفرش الناعمة، وقد رأيت أولئك الشباب - وهم في عمر الزهور - قد خالفوا شرع الله، وأضروا بأنفسهم وأهليهم، وهذا بسبب الإعلام الإخواني الذي يؤجج للصراع وللثورات، ويدعو إلى الفوضى العارمة.
إن هذه الفعالية والمشاركة المجتمعية التي تقوم بها جامعة الوطن جامعة السيادة والريادة أكبر برهان وشاهد على عناية قادة هذه البلاد ومسؤوليها بحقوق الموقوفين أمنياً، ورعاية أمورهم، وهذا اللقاء من شواهد ذلك، فالمقصد من هذه العقوبة: معالجة مشكلاتهم، لا مجرد العقاب.
وليست هذه الفعالية الأولى لهذه الجامعة المباركة جامعة السيادة والريادة، فقد سبق للجامعة أن خرجت دفعة من الطلاب الموقوفين الذين واصلوا دراساتهم في مرحلة البكالوريوس ويقدر عددهم (114) موقوفاً، إضافة إلى الإعلان عن هدية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز - ولي العهد - للموقوفين من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لإكمال الماجستير والدبلوم عن بُعد داخل الإصلاحيات، ومن ثم فيصدق على هذه الجامعة أنها جامعة الوطن، فهي - بقيادة ربانها معالي الوزير مدير الجامعة لا تفتأ أن تنتهي من منشط إلا وتبدأ في منشط آخر، فهي تخدم وترشد وتوعي الموقوفين، وهي تقيم المؤتمرات الوطنية الرائدة؛ حيث ستنظم قريباً المؤتمر الدولي عن جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وستنظم مؤتمراً دولياً آخر عن: واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف، وتنظم مؤتمراً دولياً فقهياً عن: فقه الأقليات المسلمة، إضافة إلى تفعيلها للمعاهد الإسلامية في الخارج، وما زيارة صاحب المعالي الوزير مدير الجامعة لإندونيسيا وتدشينه لجملة من المشروعات والفعاليات عنا ببعيد.
إن المسؤولية كبيرة على النخب في المجتمع من إعلاميين وأعضاء هيئة تدريس ومثقفين وطلبة علم ودعاة إلى الله أن يكثفوا الجهود في مواجهة هذا الإعلام الخطير الذي يؤثر على أبنائنا وبناتنا - ولا سيما في هذا العصر - عصر الهواتف الذكية الذي أصبح العالم في كف يد كل إِنسان بمواجهة الإشاعات والأكاذيب وإثارة الفوضى والفتن.
وقد أدرك قادتنا المباركون المسددون: عظم هذه الأخطار وأثرها السيئ، فقد قال صاحب السمو الملكي الأمير: نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - : (كل مشاكلنا من تنظيم الإخوان)، وذلك قبل ستة عشر عاماً، ولقد نبه أيضا على ذلك: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - ولي ولي العهد ووزير الدفاع - بالتحذير من الإعلام الإخونجي، وهذا بعد نظر ودقة في مآلات الأمور، حيث كشفت لنا الأيَّام الأخيرة مدى تغلغل الإخوان في دولة قطر وقناة الجزيرة، وتصنيف تلك المنظمات الإخوانية كمنظمة إرهابية، وتبنيها للفوضى في جاراتها من دول الخليج العربي.
وتشتد المسؤولية على عاتق المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في النهوض بدورها المجتمعي والنزول إلى الواقع العملي، وتقديمها خبراتها ودراساتها وبحوثها وخلاصة خبرات منسوبيها لأفراد المجتمع، وتوعيتهم بالشرور التي تحدق بهم، والاقتداء بحذو جامعتنا جامعة السيادة والريادة التي أخذت على عاتقها تفعيل المسؤولية الاجتماعية الوطنية في توعية الشباب وتحذيرهم، وأخذ زمام المبادرة في المسؤوليات المجتمعية.
حفظ الله علينا ديننا وأمننا ووطنا وولاة أمورنا، وأبعد عنها كل مريد لفتنة أو شر.
** **
- عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء