أمل بنت فهد
الوطنية أبداً لن تكون رمادية.. إما أن تكون مع الوطن.. أو أنت مع العدو.. لا يمكنك أن تبرر صمتك وجبنك أمام اجتماع الثعالب وهم ينالون من جناب الوطن.. ولا يمكن أن ننسى لك هذا الموقف.. لأنه موقف الشرف أو اللا شرف.. لم تكن شريفاً ولم تظهر نفسك وأنت المهووس بالأضواء واعتلاء المنابر.. كان لك رأياً في كل شيء.. في كل شاردة وواردة.. تتكلم فيما تعرف وفيما لا تعرف.. كان همك أن تقول أي شيء.. فمتى فقدت لسانك يوم أصبحت القضية وطن؟!
لقد أخذ الصامتون فرصتهم مع فرصة غيرهم.. ليحددوا منطقتهم.. وأين يقفون.. لكنهم التزموا الصمت.. واستطاعوا أن يخرسوا حناجرهم التي أزعجت الدنيا دفاعاً.. ونفاقاً.. عن غيرنا.. عن ديار غريبة.. وبعيدة.. لكنهم في قلب الوطن خرسوا.. فقدوا القدرة على الاختيار.. وإن كان مبررهم أنها فتنة.. فإنهم أهل راية الفتنة أينما حلت.. ما بال هذه الفتنة تختلف.. وبعضهم حاول أن يقول كلمات ركيكة مرتبكة.. كاذبة.. يظن أنها يمكن أن تكون موقفاً.. وهي عار يمكنهم أن يضيفه إلى قائمة فشله وخديعته.
بالطبع نحن لا نعاتبكم.. إنما نعري ما بقي من زيفكم.. ونخبركم بأننا ندرك سبب صمتكم.. أنتم خائفون.. ومرعبون.. لأن الخافي أعظم.. وأقذر.. ولسوف يخرج للعلن وإن سكتم.. إما بيد أتباعكم الذين تخافون أن يعرفوا الورطة التي تم إقحامهم فيها على أنها الحقيقة.. وأنها ليست أكثر من مؤامرة.. أو أسيادكم الذين يملكون ضدكم ما يدينكم.
فضائحكم فقدت سترها.. وتسعى ببطءٍ قاتلٍ إلى النور.. أين ستولون وجوهكم يومها؟ يوم الهروب الكبير الذي تعدون له العدة في نفس الوقت الذي لزمتم فيه صمت الجبناء.. عذابكم كبير.. وهكذا هو حال الخونة والجواسيس واللصوص.. هكذا هم في البحث عن مخرج يهربون منه من يد العدالة.. وكارثتكم الأعظم أن الشعب يريد الحقيقة.. يريد أن يعرف أين ذهبت أصواتكم.. وفعلاً بدأوا يتساءلون عنكم.. لماذا غبتم هذه المرة.. ومن أنتم.. ولمصلحة من تتحركون.. وتتكلمون.. وتسكتون!
نصيحة أخيرة لن يقولها لكم أحد:
هناك مخرج واحد آمن.. فرغوا جيوبكم.. وافتحوا ملفات الخذلان على طاولة التوبة بين يدي الله.. ثم الوطن.. اطلبوا الصفح قبل أن تنتهي فرصتكم.. اقبلوا العقاب كيفما كان.. على الأقل سيكون موقفاً تحمون به أسركم وأبناءكم من عاركم الذي سيلحق بهم.. فلا أبشع من أن يكون قريبك خائن للوطن.. متآمر على أمنه.. وشريك في الجريمة الكبرى.. على أية حال الفضيحة أقرب لكم مما تظنون.