فهد الحوشاني
نشأ المواطن الخليجي في ظل حكومات وقيادات صادقة لا تكذب عليه بشعارات الوهم، مثلما فعلت وتفعل أنظمة عربية أشبعت شعوبها شعارات كاذبة وألبستها لباس الجوع والخوف وما زال بعضها يمارس نفس الدور! الإنسان الخليجي قديمًا غنى للبحر لأنه كان مصدر أمنه ورزقه، وبعدما نشأ مجلس التعاون الخليجي غني للمجلس فرحًا به، لأنه رأى فيه أمله ومستقبله في وسط تحالفات شرقية غربية! ولهذا فقد تباشرت الشعوب الخليجية ورددت حناجرها أغاني الفرح بالمجلس كما غنى الأجداد للبحر فكلاهما يمثلان قاسمًا مشتركًا للخليجيين! فكان مجلس التعاون الخليجي تجسيدًا للحالة الخليجية الشعبية ومتوائمًا مع حلم القادة والشعوب، ولذلك رددت الشعوب الخليجية في كل المناسبات والاحتفالات تلك الأغنية الرمز، التي مع الأسف أزهقتها الحماقات والمؤامرات والسعي وراء الزعامات المزيفة!
مصيرنا واحد وشعبنا واحد
الله أكبر يا خليج ضمنا
أنا الخليجي أنا الخليجي
والخليج كله طريجي
تبارك ياخليجنا تبارك بعز وهنا
تلك الأغنية كانت الترنيمة الشعبية والشعار الذي تغنى به مواطنو مجلس التعاون الخليجي لأنهم صدقوه وآمنوا به، لكن المواطن الخليجي ومع الأسف استيقظ على (صدمة) أو (نكبة) قادة قطر للخليجيين! ليجد أن دول الخليج ليست هي نفسها دول الخليج قبل عشرين سنة! تلك الصدمة من سيناريو وإخراج سياسيين توهموا أنه بإمكانهم أن يكون لهم دور أكبر من الحجم والإمكانات التي لديهم! فراحوا يغردون خارج سرب البيت الخليجي بدعوى حرية السياسة الخارجية حتى وإن كانت تلك السياسة تضر بمصالح الدول الخليجية وتتعارض مع مبادئ المجلس وقيمه! منذ عدة سنوات والعرب في كل المحافل والوسائل يدفعون عن أنفسهم تهم دعم الإرهاب فكيف لهم أن يدافعوا الآن بعد أن أدينت دولة خليجية بهذا الذنب الذي تنكره ولا تريد أن تستغفر عنه؟! المواطن الخليجي آفاق على صدمة أيقظته من حلمه الجميل لأنه اكتشف أن القيادة في قطر أخطات مرتين الأولى عندما نكثت العهد والميثاق الذي تم التوقيع عليه العام 2014 م بوساطة كويتية! والثانية عندما توسعت دائرة تجاوزاتها لتوثق علاقاتها مع إيران أكبر وأخطر دولة ترعى الإرهاب! وقد ظهر الود الإيراني لقطر علانية بعد المقاطعة!! فجاء الرد الإيراني بأن قطر هي الدولة (الشقيقة) فلماذا قطر هي الدولة العربية الوحيدة (الشقيقة) لإيران! إلا يثير ذلك الأسئلة!؟ لا يمكن فهم أن تكون قطر شقيقة لدولة معادية للعرب واستقرارهم وجيوشها ومليشياتها تقتل العرب في اليمن وسوريا والعراق! مواطنو الخليج لن يسامحوا من يسعى إلى تقويض مجلس التعاون ولا من يجعلهم في مرمى الاتهام بدعم الإرهاب! ولا لمن يضع يده في يد مصاصي دماء العرب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان! ولا لمن يستقوي بالأجنبي بقواعد عسكرية ليهدم كل وشائج الإخوة والثقة! الجرح الذي أصاب الجسم الخليجي نتيجة أفعال القادة في قطر من الصعب مداواته، والحكومة القطرية في وضع لا تحسد عليه، فالموافقة على الشروط الـ(13) تعني نهاية لحلم اليقظة بالسيطرة والزعامة من خلال المؤامرات ودعم الإرهابيين والمعارضين والرفض يعني أن الحكومة القطرية أدخلت الشعب القطري في نفق لا يعلم إلا الله نهايته!