من المعروف أن الدبلوماسية هي قواعد التعامل الدولي السلمي بين الدول وهي فرع من العلاقات الدولية، وفي الحالات الطبيعية بين الدول يكون التعامل الدبلوماسي هو الأمر السائد ويتمثل هذا التعامل في حل الإشكاليات والخلافات بالطرق السلمية والتي منها المشاورات والمفاوضات بحيث يتم الوصول إلى حلول مرضية بين الدول وفي نفس الوقت لا تخسر علاقاتها ومصالحها. وبالنظر إلى قوة تواجد الدولة على الساحة الدولية بالإمكانيات التي لديها سواء جغرافية أو اقتصادية أو عسكرية يكون تعاملها الدبلوماسي والاستراتيجي وقوة تأثيرها الدولي فالدول الكبرى نراها في الساحة لها تعامل لا تستطيع الدول الصغرى مجاراتها فيه لأنها لا تمتلك الإمكانيات التي لدى الدول الكبرى وهكذا هي الحياة الدولية ، وفي رؤية سريعة للدبلوماسية القطرية نجد أنها لا تتعامل مع الواقع الدولي بحجمها الطبيعي وتأخذ حجماً يفوق حجمها بمراحل إلى أن وصلت إلى التخبط الذي نراه إنكارها الأمور الواضحة التي تدينها بدعم الإرهابيين وفي نفس الوقت تسمي هذه الفترة التصحيحية وهي المقاطعة بالحصار وكأن القوات الخليجية مطوقة دولة قطر من جميع الجوانب وتمنع عنها كل شيء و الواقع يكذب ذلك ، الدول الخليجية ترى أن قطر هي جزء من نسيجها السياسي والاجتماعي لكن يجب أن يتم إيقافها عما تفعله مما يضر مصالح دول الجوار وذلك بأن فرض عليها مقاطعة وفي نفس الوقت ومن أجل أن ترجع قطر إلى وضعها الطبيعي كانت هناك مطالبات خليجية إلى الدوحة من شأنها أن تعيد العلاقات إلى عهدها السابق لكن تصريح وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني في مؤتمر صحافي في روما بعد لقائه نظيره الايطالي انجلينو الفانو يدعي فيه بأن «دول الحصار كما يزعم أعدت قائمة المطالب لترفض» هذا التصريح ينم عن وعي دبلوماسي ضيق الأفق فالمفترض على دولة قطر إن كانت تعتقد أنها محاصرة وأنها مغلوبة على أمرها الامتثال لهذا المطالب المشروعة ولو بالتدريج والمفاوضة على ما تراه أنه لا يمس الأمن الخليجي إن وجدت، لكن يبدو أنها عازمة على بقاء هذا الحال المتردي لها والسؤال المطروح هل فكرت الدوحة كيف هو مصيرها إذا تعنتت وحل مونديال كأس العالم 2022 وهي متهمة بالأدلة أنها ترعى الإرهاب، يجب على الأخوة القطريين أن لا تأخذهم العزة بالإثم ويدركون أن الخليج هو مصدر قوتهم بعد الله وأن المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفينالملك سلمان بن عبدالعزيز لاتزال تمد يد العون لكم فاغتنموا هذه الفرصة ومدوا أيديكم للوصول إلى بر الأمان حفظ الله خليجنا وأدام الله أمنه واستقراره.
- عبدالعزيز بن ناصر الصويغ
a.alsowayegh@al-jazirah.com.sa