إبراهيم الطاسان
قطر الدولة الصغيرة جدًّا بمساحتها، وعدد مواطنيها، بمن فيهم المجنسون من مختلف الجنسيات، لا تستطيع حماية نفسها من داخلها، فيما لو - لا قدر الله - هبت عاصفة الغضب العمالية بين الوافدين الذين أثبتت التقارير الدولية والمنظمات الحقوقية أنهم خاضعون لعقود إذعان من حيث تدني مستوى الأجور دون الحد النسبي المقرر عالميًّا عن كل ساعة عمل، وتشغيلهم أكثر من عشر ساعات متصلة يوميًّا، وبدون فترات راحة، بتجاوز قدره ساعتان يوميًّا باستثناء بسيط، يجيز التجاوز لمدة ساعة ونصف الساعة لعمال الحراسات. عدد العمالة الوافدة يتجاوز مليونَين ونصف المليون. وعدد المواطنين القطريين مائتان وخمسون ألفًا. أي أن مقابل كل مواطن قطري عشرة من الوافدين. قطر بين أشقائها الخليجيين كعش عصفور بين أغصان شجرة طلح، تحميه أشواك الطلح من الجوارح، بينما الاحتماء بالغريب مثل عش عصفور على فرع شجرة أثل، لا تمنع ولا تحول دون الجوارح وتسلق الثعابين. هؤلاء الوافدون سيجدون من يبحث عنهم لتشجيعهم وإمدادهم بما يلزمهم من أسلحة ومتفجرات ممن يسعون لإشعال نار الفتنة في بلادنا الخليجية من حرس الثورة الذين تحتمي بهم إمارة قطر؛ لإشعال نار الفتنة في دوحة قطر، وسيعتبرون هؤلاء العمال فرصة مواتية لتسلق شجرة الأثل لهدم عش العصفور بعد القبض عليه ونتف ريشه. هناك من يسعى لإثارة نار الفتنة.. وهل يوجد غير إيران كما هو معلوم وموثق؛ إذ يعلم شيوخ قطر أن إيران التي تحتمي قطر بحرسها الثوري قد سهلت لهم عملية الوصول والتغلغل، بما سيخلق ظروف إثارة العمال؛ لينتهزها للتغلغل والسيطرة على مفاصل القرار والأرض. حينها (ولات ساعة مندم)؛ فالنتيجة (حصد ما قد زرع). قطر لم تستثمر ثروتها فيما يعود بالنفع على مواطنيها ومحيطها العربي الذي يمثل شجرة الدوح التي تحمي الضعف أمام الجوارح بكف الأذى عنهم، ومراعاة أمنهم واستقرارهم، وتكيف طموحها مع متطلبات استقرار محيطها الخليجي؛ لتجدهم حين تحوم حولها جوارح الأطماع قد أضفوا عليها أجنحة الأخوَّة، بل استثمرت الثروة لإمداد ممتهني إثارة الفتن أينما كانوا، وخططت بالتآمر مع رؤوس الفتنة في المحيط القريب والبعيد ضد أشقائها الخليجيين والعرب في مصر وليبيا، بحملها منفاخ نار الفتنة. وعلى الباغي تدور الدوائر. ستنقلب ضدها نواياها السيئة نحو أشقائها إلى نحرها، ولن يبقى إلا الشعب القطري المسالم المحبوب والمحب لأشقائه، الذي يستطيع إذ ذاك الاسنجاد بأشقائه، وسيجد من ينجده من أدران شخوص الحقد والخيانة والتآمر، تجار شراء الذمم. حينها سنقول دوحة الخير.