كل مازادت مشاركة الفنان أو الإعلامي في الوطن العربي كل مابهت أداؤه مع ارتفاع الشهرة وزادت مساحة الارتجال ومن ثم التهريج . ويصبح النقد أو الرأي الآخر عملية غير مستساغة عنده مع كثرة المشجعين والمطبلين والمادحين من حوله خاصة أصدقائه المقربين، نلاحظ ذلك مع كمية الأعمال الفنية والبرامج في شهر رمضان المبارك لهذا العام 2017 خاصة البرامج والمسلسلات ذات الأجزاء المكررة معتمدة على نجاح الجزء الأول وفي أفضل الحالات الجزء الثاني على أبعد تقدير ومن ثم تكرارها لسنوات عدة لا يتغير إلا تاريخ الإنتاج ومزيد من التشويه والاستنزاف للقصة والأبطال. ويربط بينها جميعا ركاكة الحوارات وإطالتها وارتجالها بطريقة يلحظها حتى المشاهد العادي.
وانتقلت حمى ركاكة الحوارات والأداء والانفعالات إلى العملية التقنية من صوت وصورة وإخراج. وعند مناقشة الفنانين أو التقنيين في بعض الأعمال يستشهدون بحجم المشاهدة ومراكز القياس وعدد المشاهدين العالي والتحميل على مواقع التواصل الاجتماعي مع قناعة قلة منهم بتواضع مايقدمونه.
تشاهد مسلسلات وبرامج يصرف عليها تقنيا أحدث الكاميرات أما الحوار أو طريقة التمثيل أقرب إلى مسرح مدرسي في مدرسة ابتدائية بإشراف مدرس الرياضة دون رغبة منه مجرد تعبئة جدوله الفاضي.
لذا يجد المشاهدون ( بدون دراسة هذا تخيل مني ) متعة في متابعة المسلسلات القديمة لبساطة الحوار فيها بنصوص مكتوبة يلتزم فيها جميع الفنانين قبل أن يصبحوا فوق حد الالتزام ويكفيهم أنهم نجوم يقدمون خلاصة تجربتهم الفنية وهذا بحد ذاته يكفي المشاهد بل ويخب عليهم.
لذا كمشاهدين في الوطن العربي نستغرب استدعاء نجوم هوليود الكبار من قبل مخرجين للقيام بتجربة أداء لشخصية معينة ليروا هل يناسبها هذا النجم أو لا دون الأخذ في الاعتبار النجومية السابقة (إلى حد ما) وهذه الخطوات أفرزت في الغرب نجوما من عامة الناس فقط واسطتهم الوحيدة موهبتهم.
أمنيتي أن يصبح لدينا إعلام يساهم في الارتقاء بفكر المشاهد والاهتمام بمواكبته للتطوير الحاصل في بلده ويصبح إيجابيا وفعالا مع بارقة أمل في بعض البرامج والمسلسلات والأفكار والمحطات الإخبارية والوثائقية التي يمكن أن تكون نواة لأعمال إعلامية ترتقي بواقعنا.
وهل العاملين في مجال الإعلام يؤمنون أن الإعلام وسيلة فعالة في التأثير والتغيير في المجتمعات؟؟
وصناع الدراما والبرامج والأبطال يؤدون دورهم كموظفين أم كمبدعين؟؟؟
هذي تساؤلاتي آملا أن لا تتأثر الدراما بمكان الأطباق التي تستقبل البث ليصبح إعلامنا كأطباقنا (فوق السطوح).