ستبقى لكم في مضمر القلب والحشا
سريرة وُدٍّ يوم تبلى السرائر
مفاجآت الأقدار لم تزل تطرق مسامع الكثير من أبناء البشر مُعلنةً رحيل من انتهت أيام حياته من الدنيا، المقدرة له في اللوح المحفوظ منذ الأزل، ففي فجر يوم الخميس 5-10-1438هـ صَعَدتْ روح صديقنا وحبيبنا الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي مغادرة جسمه الطاهر إلى بارئها..، متزامنة مع طلوع إشراقة شمس ذاك اليوم على أرجاء الدنيا فسيحة الآفاق المتباعدة، وهذه سنة الله في خلقه منذ خلق السماوات والأرضين، حياة، ثم موت إلى أن يبعث الله جميع الخلائق من مضاجعهم ليوم الحساب والمناقشات.. ـ تغمد الله أبا عبدالعزيز بواسع رحمته ومغفرته ـ وكان لنبأ وفاته وقع مُؤلم ومُحزن في نفوس أسرته ومحبيه، وقد طُبع منذ فجر حياته على لين الجانب، وسماحة الخلق، وطيب المعشر، ومن سعادته أن روحه لم تغادر جسده الطاهر إلا بعد انتهاء شهر الصّوم المبارك، ونرجو أن تكون خاتمة خير ومغفرة له: فطوبى لعبد أخرج الله روحه *** إليه من الدنيا على عمل البر - وعبادته - وقد أديت صلاة الميت عليه وعلى صديقه الشيخ الأستاذ عمر بن سليمان الحصين بعد صلاة عصر يوم الخميس 5-10-1438هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام، وقد اكتظ المسجد بجموع غفيرة من المصلين عليهما من أسرهما ومعارفهما داعين المولى لهما بالمغفرة، وكرم الوفادة ـ إنه سميع مجيب ـ وكانت ولادته عام 1376هـ في إحدى قرى سدير « العود» عاش فيها أيام الطفولة وبدايات مرحلة الشباب، ودرس في مرحلة الابتدائية في بلدة التويم المجاورة للعود، وتخرج منها عام 1387هـ 1388هـ ثم التحق بالمرحلة المتوسطة بروضة سدير.
وفي عام 1391هـ-1392هـ التحق بالمرحلة الثانوية في حوطة سدير وتخرج عام 1394هـ ثم انتقل للدراسة الجامعية بالرياض في جامعة الرياض «الملك سعود حالياً» في كلية التربية، حيث أنهى المرحلة الجامعية في ثلاث سنوات ونصف..، فعُين معلماً بإحدى المدارس الثانوية..، وكان ذلك في 5-4-1398هـ وبعد ذلك مُشرفاً تربوياً عام 1403هـ، وفي عام 1410هـ كُلّف مديراً للشؤون التعليمية بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، ثم انتقل إلى وزارة المعارف عام 1412هـ حيث كلف بإدارة الإشراف التربوي والتدريب..، وفي عام 1414هـ عين وكيلاً مساعداً للتطوير التربوي بالإضافة إلى إدارة الإشراف التربوي والتدريب، بعد ذلك عين مديراً عاماً للتعليم بمنطقة الرياض عام 1416هـ وقد حصل على الماجستير والدكتوراه من داخل المملكة بتقديرات عالية ـ وقد حصلت على المعلومات من كتاب صديقه الدكتور الأستاذ الفاضل عبدالله بن عبدالمحسن الزامل: نجاحات من الصحراء ـ وقد عاش أبو عبدالعزيز يتمياً وعمره لم يتجاوز الرابعة ولم يعقه ذلك بل صمم وكافح في شق طريقه ليعيش سعيداً مكرماً:
وإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعولُ في الدنيا على رجل
فالله سبحانه عوض عن كل فائت وهو الذي يتولى الصالحين، وقد بادر بالكتابة عنه يوم الجمعة 5-10-1438هـ بهذه الصحيفة صحيفة الجزيرة بالصّفحة الخامسة صديقه وزميله في العمل حبيبنا الوفي الأستاذ الفاضل عبدالله بن إبراهيم الخلف بمقال ضافٍ ووافٍ عن سيرته المعطرة بالثّناء أثناء عمله التربوي معه ومع زملائه..، الذي اختتمه مديراً عاماً للتعليم بمنطقة الرياض حتى أنهى خدمته المدنية.
وكان أثناء عمله يتصف بالحنكة، والمرونة، حاثاً موظفيه على إنجاز الأعمال المنوطة بهم، مع مراعاة المراجعين من خارج الرياض.
وقد لمسنا ذلك منهم أثناء مراجعتنا لمتطلبات عملنا بمتوسطة وثانوية حريملاء ـ آنذاك ـ تغمده الله بواسع رحمته، ولنا معه ذكريات جميلة أثناء مروره على بعض المدارس خارج الرياض وتشريفه منزلنا في حريملاء وتبادل الزيارات بيننا معه، ومع الكثير من الأحبة والزملاء، وهذا لا يستغرب على أمثاله.
- رحمه الله- ولئن غاب أبو عبدالعزيز عن نواظرنا وبات تحت طيات الثرى، فإن ذكره الطيب باقٍ في خواطرنا وبين جوانحنا مدى العمر، مُختتماً هذه العُجالة بهذا البيت:
عليك سلام الله منا تحية
ومن كل غيث صادق البرق والرعد
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم ذويه ، وأخويه المهندس سعود ، ومحمد، وأبناءه: عبدالعزيز، أنس، فارس، عبدالإله، زياد، وأخواتهم ، وزوجته ، وأسرة المعيلي كافة، وجميع محبيه الصبر والسلوان.
... ... ...
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف