ماجدة السويِّح
تضاعف خطاب الكراهية والتطرّف والإقصاء والتخوين ظاهرة عالمية تتصدر شبكات التواصل الاجتماعي، وتتفاوت نسبياً باختلاف الأنظمة السياسية والدول، لكن تتوحد في تفاقم ضررها على الفرد والمجتمع، لذا ظهرت القوانين المنظمة لعملية النشر، ولعل أحدثها ما صرحت به وزارة الإعلام على العزم لمحاسبة منتجي ومروّجي الإشاعات التي تمس النظام العام في وسائل التواصل الاجتماعي بالسجن والغرامة، بعد انتشار الشائعات حول أوامر ملكية جديدة تم الإعلان عنها من قِبل أفراد، وصحف إليكترونية غير مسؤولة.
خطاب الكراهية والتطرّف والعنف لم يعد محصوراً على المنشور في كلٍ من تويتر والفيسبوك والانستقرام، بل تعدّاه إلى التعليقات والردود التي يصعب السيطرة عليها وإدارتها، فكم من تعليق أو رد قد قرأناه وهو لا يرتبط بالمحتوى المنشور بتاتاً، أو يبحر بنا بعيداً عن مسار المحتوى المنشور لطريق مفعم بالتطرف والكراهية، فالتنمر والتوحش في الردود والتعليقات على ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي يكشف عن ظاهرة عالمية، وعبث لا مسؤول في الشبكات الاجتماعية بين المستخدمين.
يعيش المستخدمون غالباً بين التعليقات والردود في عالم آخر مفعم بالسخرية والتجريح للمحتوى أو لكاتبه، وفي أحيان أخرى ينغمس المتابع في قراءة قاموس من عبارات السب والشتم والكراهية، أو في أحسن الأحوال يواجه صائدو الفرص في تسويق «سقط متاعهم» من مواقع أو حسابات متطرفة أو إباحية عبر التعليقات في حسابات المشاهير أو الأخبار، بعيداً عن السياسات، أو الإجراءات المنظمة للاستخدام.
على صعيد الدول وجهودها في الحد من تفاقم خطاب الكراهية والشائعات، تعمل الحكومة الألمانية حالياً، على إقرار قانون جديد لفرض غرامات مالية كبيرة على صاحب التعليقات أو الردود المسيئة، أو ناشر الأكاذيب على الإنترنت .
وعلى صعيد الشبكات الاجتماعية بادرت شبكة الانستقرام في 2016 على توفير أداة خاصة للمشاهير ورجال الأعمال، لفلترة وحجب التعليقات المسيئة بعد تحديد الكلمات المسيئة والعنيفة من قبل المستخدم، ومن أشهر من استخدم تلك الأداة المغنية الأمريكية تايلور سويفت، بعد حملة هجوم واسعة طالتها من معجبي ومتابعي كيم كارداشيان، فقد ساعدتها تلك الأداة السحرية على تحديد وحجب التعليقات المسيئة بشكل جماعي.
وفي منتصف 2017 واصل الانستقرام جهوده في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لحذف التعليقات المسيئة لكل المستخدمين، عبر أداة جديدة تتعامل مع تسع لغات من بينها اللغة العربية.
فبفضل تلك الأداة والجهود المستقبلية لمؤسسي شبكات التواصل الاجتماعي، سيكون بالإمكان إدارة التوحش، لنقول وداعاً للحاقدين، والكارهين، والمتطفلين دون رجعة.