سعد الدوسري
واجه الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»، الذي عرضته قناة روتانا خليجية أثناء شهر رمضان، نفس ما واجهه مسلسل «غرابيب سود»، الذي عرضته قناة إم بي سي، من مصير. والسبب بسيط جداً، وهو أن كلا المسلسلين دخلا المنطقة المحظورة، وهي منطقة «وهمية» صنعها الخوف الذي بنيناه داخلنا من الحوار مع الآخر الإسلاموي. هذا الخوف، جعلنا نظن أن من الصعب جداً أن ننتج عملاً درامياً يرصد حقيقة التيارات الإسلاموية، التي اتخذت من الدين لباساً لها، لكي تصل لأهدافها في الاستيلاء على كرسي الحكم.
عبر ثلاثين حلقة، حاول الكاتب المصري وحيد حامد والمخرج محمد ياسين ونخبة من الممثلين، أن يكملوا الجزء الأول من المسلسل، والذي عُرض عام 2010، وأثار جدلاً واسعاً في أوساط المهتمين بالتاريخ السياسي والمتابعين للدراما الاجتماعية، بسبب جرأته في اختيار الأحداث التي تبين التاريخ الحقيقي لحركة الإخوان المسلمين، وارتباطها بالعنف والتصفيات الدموية والتفجيرات وإثارة الفتن. ولقد استند الكاتب وحيد حامد على مصادر محايدة من كل الأطراف ذات العلاقة، سواءً ما يمثل المؤسسات الرسمية أو ما يمثل الإخوان أنفسهم. ويؤكد ذلك، الانطباع المتناقض الذي يتشكل لدى المتابع للحلقات، إذ يكون جمال عبدالناصر ظالماً في مشهد، ويكون مظلوماً في آخر. وكذا الحال، مع سيد قطب، إذ يكون مفكراً في مشهد، ومجرماً متعطشاً للقتل في مشهد آخر. وهو ما أكسب المسلسل رضا شريحة كبيرة من المشاهدين، وجعله واحداً من أهم الأعمال التي كشفتْ حقيقة حركة الإخوان.