جدة - ولاء باجسير:
في حديث خاص لـ«الجزيرة» مع السفير لينكولن بلومفيلد وكيل مساعد أول لوزير الدفاع الأمريكي السابق في شؤون الأمن الدولي - ووكيل مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى «السابق» عن علاقة إيران بكوريا الشمالية وتجاربها الصاروخية التي تعتبر من الأفعال الاستفزازية التي تشكل تهديداً كبيراً ومن المحتمل التصدي له وكما جاء في الحديث:
* كيف ترى العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بإدارة الرئيس دونالد ترامب؟
- إن التعاون العسكري الأميركي السعودي له باع وتاريخ طويل، وأتوقع أنه سيبقى قوياً فالمملكة العربية السعودية ساعدت على إبقاء الخليج في مأمن من التهديدات الإيرانية على مدى السنوات الـ 35 الماضية مع دورياتها الجوية عندما احتلت القوات العراقية الكويت في عام 1990، حيث كانت السعودية في قلب تحالف دولي كبير لإخراج القوات العراقية وتحرير الكويت، فلذلك نرى أن هناك دائماً قضايا مهمة تتطلب الاهتمام عند التعامل مع استخدام القوة العسكرية، وأنا واثق من أن الولايات المتحدة والسعودية ستواصلان العمل كشركاء لدعم المصالح الأمنية المشتركة بينما تسعى المملكة دائماً إلى زيادة الكفاءة المهنية لقواتها المسلحة.
* يوجد تعاون إيراني مع كوريا الشمالية بدليل استمرارية تجاربهم الصاروخية الباليستية - فهل هذا يعتبر تهديداً للمنطقة أو للولايات المتحدة الأمريكية؟
- تظهر المعلومات الدور المزعوم لكوريا الشمالية في برنامج القذائف التسيارية الإيرانية الاستفزازية، ومن المفترض أن تقيمه الولايات المتحدة والحكومات الأخرى تقييماً كاملاً كأساس للاستجابات السياسية، ويجب أن تكون إمكانية قيام كوريا الشمالية وإيران بتحقيق القدرة على حمل رأس حربي نووي على صاروخ باليستي دقيق وبعيد المدى أولوية قصوى للسياسة الأمنية الأمريكية وهو يشكل تهديداً كبيراً ومن المحتمل التصدي له.
* لماذا الولايات المتحدة لا تساهم في طرد الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني من سوريا؟
- لم تتوصل الإدارة الأمريكية الجديدة إلى شغل منصبها إلا مؤخراً وإلى الآن لم تملأ بعد مناصب سياسية بارزة في جهاز الحكومة، ولكن تشير الدلائل الأولى إلى أن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب تساعد على وضع حد للعدوان الطائفي الإيراني وكذلك وضع حد للدور الكارثي الذي يقوم به بشار الأسد والذي تحاول الأمم المتحدة أن تتخلى عنه لمدة خمس سنوات كجزء من عملية انتقال وتم التفاوض بشأنها، كما أن دور إيران في سوريا يتعارض مع الجامعة العربية التي وجهت إلى الرئيس بشار الأسد اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بالإضافة إلى دور إيران في العراق ودعم الميليشيات الشيعية الغير حكومية بدلاً من مؤسسات الدولة العراقية، حيث إن منظمة المؤتمر الإسلامي انتقدت بشدة أنشطة إيران الإقليمية الرامية إلى زعزعة الاستقرار، وتتفق السياسة الأمريكية مع الإجماع الدولي القائم على القوانين والقواعد المقبولة.
* برأيك الولايات المتحدة الأمريكية لماذا لن تصنف النظام الإيراني كدوله إرهابية حتى الآن، بعد تدخلاتها بجميع الدول المجاورة؟
- هناك تدابير محددة لتنفيذ القانون التي تقوم بها الولايات المتحدة والحكومات الأخرى عندما تصنف أي كيان كمنظمة إرهابية؛ وأعتقد أن حكومة الولايات المتحدة تريد التأكد من أن أجهزتها الأمنية تستخدم بشكل صحيح، وبالتالي إنها تنظر إلى كيانات وأشخاص محددين داخل النظام الإيراني الذي يعرف بأنهم مسببون أضراراً على الاستقرار الإقليمي، والمهم بالنسبة للولايات المتحدة وأصدقائها في أوروبا والشرق الأوسط والحلفاء أن يكون لهم نهج مشترك، من أجل تجنب فرض تدابير عقابية ضد شركات البلدان الصديقة. وهذه تعتبر قضايا مفصلة، وأنا واثق من أن الولايات المتحدة تدرسها بعناية.
* هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستغير سياستها السلمية تجاه النظام الإيراني؟
- لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مصلحة في الأعمال القتالية مع إيران ولا يزال الاتفاق النووي قائماً ومع ذلك، فإن أمل الرئيس أوباما السابق هو أن القيادة الإيرانية بأنها تظهر المزيد من الاحترام تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، والولايات المتحدة ستسعى بنشاط إلى تقويض المصالح وتكثيف جهود العديد من الدول التي تريد إنهاء الأزمة السورية وكذلك السماح للعراق باستعادة الاستقرار تحت ظل نظام يخدم جميع الطوائف منها الشيعية والسنية وأيضاً الكردية، حيث قد اتخذت إيران رهائن أمريكيين واستولت على البحارة في الخليج وقد قوض جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في سوريا ووسع نطاق القصف المدمر للمدن والبلدات السورية جنباً إلى جنب مع روسيا ومن جهة أخرى إيران تهدد المنطقة وجميع المناطق الأخرى ببرنامجها للصواريخ الباليستية لذلك يجب على الولايات المتحدة والدول الأخرى أن تشعر بالقلق إزاء سلوك إيران المتحارب والخطير، وليس من المعقول أن تشعر الحكومات بما فيها الولايات المتحدة بالقلق تجاه العمل العدواني الإيراني وجهوده الرامية التي تشير إلى رغبتها في تعزيز الهيمنة في البلدان المجاورة.
* هل تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الدولية؟ ومتى من الممكن تنفيذ ذلك؟
- بدون أي شك، فإن الحرس الثوري الإيراني وقوة النخبة التابعة له قد شاركا في حرب طائفية ضد سكان السنة في العراق على وجه الخصوص، لأنهم يسيئون استخدام الامتيازات السيادية بتعيين كبار قادة قوة القدس كدبلوماسيين، وأحب أن أنوه بأنه تم القبض على الحرس الثوري الإيراني في تهريب كميات كبيرة من الهيروين في ألمانيا بشهر (يناير - كانون الثاني) بالرغم على أن عقوبة النظام شديدة بما فيها الإعدام بالنسبة للمواطنين الذين يمتلكون المخدرات، ولكن هي ساخرة تماماً ومن جهة أخرى فهذا يدل على دكتاتورية لا تحظى بشعبية للبقاء في السلطة وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها عن الاتجار بالأشخاص لعام 2016 م التي أفادت بأن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على الشباب الأفغان ويهدد من أجل إجبارهم على توزيع كتائب عسكرية تقاتل في سوريا تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، وأنا أؤيد لدراسة شاملة لجميع الطرق التي ينتهك بها الحرس الثوري الإيراني القانون الدولي وقواعد السلوك؛ وينبغي نشر هذا على نطاق واسع لأن إيران لا تزال تزعم كذباً أنها دولة ملتزمة بالقانون وينبغي تحديد ومعاقبة الأفراد والكيانات الذين يشاركون في العدوان الغير مشروع، وهذا قد يبرر لإجراء تحقيق كامل لتعيين الحرس الثوري الإيراني ككيان يعمل في مجال الإرهاب الدولي.
* هناك مطالب من المعارضة الإيرانية بوقف تدخل الملالي في المناطق؟ ما رأيك بهذا؟
- لقد دأبت المقاومة الإيرانية لسنوات طويلة على وضع حد للاستبداد الديني ضد سكان إيران من قِبل الديكتاتورية الدينية التي احتفظت بقوة على السُلطة لمدة 38 عاماً، فإن العديد من الأنشطة غير قانونية وغير أخلاقية وعدوانية التي يقوم بها النظام بطهران وهي مصدر قلق لجميع الحكومات والشعوب التي تسعى إلى إيجاد بيئة دولية عادلة مستقرة وبالتالي موقف المقاومة بأي حال من الأحوال هو فريد من نوعه وأي شخص موضوعي يتطلع إلى ما وراء التفجيرات الإرهابية المروعة الإيرانية في لبنان والأرجنتين وألمانيا والمملكة العربية السعودية، واغتيال النقاد السياسيين في العديد من المدن الأجنبية من قِبل المخابرات الإيرانية، والأزمة الناجمة عن جهود إيران لتحريك سباق التسليح النووي في الخليج، والآن حملة التدخل الطائفي وزعزعة الاستقرار والدمار في العراق وسوريا واليمن، لا ينبغي أن يتفاجأ النظام الإيراني للتعرض لانتقادات من قِبل جميع الإيرانيين تقريباً الذين هم قادرين على التحدث بحرية، ولا سيما المقاومة المنفية.