هالة الناصر
عندما نتحدث عن قطر فنحن بالتأكيد لا نتحدث عن الشعب القطري الشقيق، فلنا هناك أحبة وأقرباء وصلة قربى وثيقة، كما أننا لا ننفي بأن قطر دولة شقيقة وخاصرة في الجسد الخليجي، لكننا نتحدث عن مجموعة من الساسة القطريين الذين اختطفوا مسمى حكومة قطرية وأحاطوا أنفسهم بمجموعة من الأجانب والغرباء الذين يمثل لهم تفكك دول الخليج حلم حياة، منذ القدم وصغر دولة قطر يمثل هاجسا وعقدة نقص لدى الأسرة الحاكمة في قطر، ومع نقص مواردها المالية تولد لديها شعور آخر غير عقدة النقص وهو الشعور بعدم الأمان، وهو الشعور الذي من السهل أن يستغله أي مستشار أو مقرب من الحكومة القطرية لا تربطه معها وحدة المصير مثل عزمي بشارة وغيره، ومع أول بيع برميل غاز قطري وتدفق الأموال الكبير بدأ واضحًا على حكومة قطر سلوك وتخبطات الذي اغتنى بعد فقر، فأصبحت صعبة المعاشرة مع شقيقاتها من دول الخليج الأخرى، كما يقول سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- (لا تعاشر نفسا شبعت بعد جوع، فإن الخير فيها دخيل)، كان سهلا على أي مستشار أجنبي أن يستغل عقدة النقص القطرية الواضحة ليقنعها بخطورة هيمنة دول الخليج الكبرى وبأن الحلول تكمن في دعم التيار الإخواني الدولي الذي يجعل لها عمقا سياسيا وفي إضعاف دول الخليج الأخرى ورسم خطة إستراتيجية للتوسع، وهذه أجندة خارجية تريد استنزاف المال القطري أولا لقناعتهم وخوفهم من الميزانيات الضخمة للدول الخليجية، وثانيا لمعرفتهم بمخاوف حكومة قطر التي من السهل بأن تنجرف خلف أي أجندة معادية لعدم امتلاك الخبرة السياسية للدولة العميقة المتزنة، استنزفوا مئات المليارات من المال القطري في دعم إخوان ليبيا ومصر ولم يخرجوا بالفائدة التي كانت تعدهم بها الأجندة الخارجية، ولو استمعت لصوت الشارع العربي الذي ثار بدعم المال القطري وتركته في مهب الريح لعرفت أن الهدف الحقيقي من وراء ذلك، وذهبت تصرف مليارات أخرى في الخفاء لزعزعة دول الخليج الأخرى، وقد قامت الدول الخليجية المتضررة من عقدة النقص القطرية بتنبيه حكومة قطر طوال سنوات تخبطها وصرف المليارات من الريالات في محاولات مستميتة لضرب استقرار دول الخليج من الداخل والخارج، حتى فاض الكيل بشقيقاتها فكان لا بد من ليس عنه بد!