د.عبدالعزيز الجار الله
تعلمت السعودية من حروب الخليج التي خاضتها أو كانت قريبة منها في منطقة الخليج العربي:
الأولى الحرب العراقية الإيرانية 1979.
الثانية حرب احتلال العراق للكويت عام 1990.
الثالثة حرب تحرير الكويت 1991.
الرابعة حرب احتلال أمريكا للعراق 2003.
الخامسة حرب التحالف العربي ضد الانقلابيين والحوثيين في اليمن 2015.
تعلمت السعودية ودول الخليج أن أي حرب هو المزيد من التدمير وتعطيل للتنمية، فأهل الخليج لا يريدون هذا النوع من الحلول، ولا يريدون حربا سادسة على قطر التي تتآمر على جيرانها دول الخليج وتسعى إلى تخريب الدول العربية، فالسعودية ترفض دائما الحلول العسكرية ولا تتمنى لقطر الحرب والتدمير.
ففي المؤتمر الصحفي الذي ضم وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين مساء يوم الأربعاء الماضي في القاهرة -الوزراء- يعرفون جيدا أن الرد القطري سيكون بالسالب وغير المشجع لكن دول الخليج تعلمت من الحروب الخمس التي فرضت عليهم كيف تتخذ الإجراءات النظامية والقانونية والخطوات المتتابعة وفق الأنظمة الدولية، وتدرك أيضا أن أزمة قطر لن تقود في هذه المرحلة إلى الحلول العسكرية كما هي الحرب العراقية الإيرانية أو احتلال الكويت، فالدوحة ارتكبت أخطاء فادحة وأدى سكوت دول الخليج إلى (تمادي) الدوحة وانغماسها وتورطها في العمليات العسكرية والتمويل طوال (20) سنة، والآن جاء دور دفع فاتورة التورط والاقتصاص بالعقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية عن محيطها.
قطر التي كانت تهدد المحيط العربي بإعلام محطة الجزيرة وأموال الغاز والطاقة كانت على حساب التنمية السكانية الذي لم يتجاوز سكان قطر ربع مليون نسمة من السكان الأصليين، وهذا يعني حجم محافظة واحدة من محافظات السعودية التي تصل إلى (140) محافظة تقريبا، أو حي سكني من أحياء القاهرة، فالعالم يتحدث عن السكان والطبوغرافيا عن المساحات وعدد السكان، وهذا الذي يميز الصين والهند وأمريكا وروسيا من حيث السكان والمساحة، وقطر جاءت من خلف الصف لتقفز بالمال والفوضى السياسية على هذه الأسس والمعايير وتريد أن تقود المنطقة بمحطة الجزيرة وحقول الغاز والتحالف مع دول الالتفاف إيران وتركيا التي تعتقد قطر أنهما الطوق الخانق للعرب.