«الجزيرة» - سعد العجيبان:
لا جديد يُذكر.. “المرواغة” هي المشهد “السائد” في خطوات الحكومة القطرية.. فأمام الأدلة الدامغة التي تمتلكها دول “الرباعية العربية “ ودول أخرى، والتي تُثبت تمويل الدوحة للإرهاب ودعمه في صور مختلفة بما يُهدد أمن المنطقة والعالم.. وفي صورة “ المظلومية “المزيفة.. أعربت الخارجية القطرية أمس عن “أسفها” لما تضمنه البيانان الصادران عن “الرباعية العربية”.. معتبرة أن ما ورد فيهما تُهم باطلة تمثل “تشهيراً” يتنافى مع الأسس المستقرة للعلاقات بين الدول!!
ولم تُغير الدوحة من “مُكابرتها” ومزاعمها.. حين نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن ما تضمنه البيانان بشأن تدخل دولة قطر في الشؤون الداخلية للدول وتمويل الإرهاب “مزاعم وادعاءات لا أساس لها “مضيفاً أن موقف قطر من الإرهاب ثابت ومعروف برفضه وإدانته بكافة صوره وأشكاله مهما كانت أسبابه ودوافعه!!
وفي حين تُفند أفعال الدوحة “أقوالها”.. أكد المصدر أن قطر عضو فاعل ملتزم بالمواثيق الدولية في محاربة الإرهاب وتمويله على المستويين الإقليمي والدولي بشهادة المجتمع الدولي!!
ونفى المصدرالاتهامات الموجهة لقطر بتسريب ورقة قائمة مطالب الدول الأربع، قائلاً: إنها “لا أساس لها من الصحة وبالإمكان إثبات ذلك بالأدلة”!!
وقال المصدر إن قطر أكدت في الرسالة الرسمية التي تضمنت الرد على المطالب أنها مستعدة للتعاون والنظر والبحث في كل الادعاءات التي لا تتعارض مع سيادتها برعاية الوسيط النزيه أو من يرى مشاركته معه في حل هذه الأزمة في إطار الحوار المشترك!!
الولايات المتحدة
وفي شأن متصل يتجه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الكويت يوم الاثنين القادم لبحث جهود حل الأزمة الخليجية، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيثر نوورت: لا نزال قلقين للغاية بشأن الوضع القائم بين قطر وبلدان مجلس التعاون الخليجي، وتابعت: بدأنا نخشى من وصول هذا النزاع إلى طريق مسدود!!.. ونعتقد أن هذا الوضع قد يستمر لأسابيع.. قد يستمر لأشهر.. حتى أنه من الممكن أن يتصعد الخلاف.
ألمانيا
وفي جانب ذي صلة أكدت سفارة ألمانيا بالمملكة أن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريل لم يدل بأي تصريح لقناة الجزيرة القطرية.
وقالت السفارة في بيان لها أصدرته أمس: “إنه وفقاً للمعلومات التي وردتنا حول ما يشاع عن تصريحات وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريل حول قطر، نوّد توضيح الآتي:
- لم يدل وزير الخارجية الألماني بأي تصريح لقناة الجزيرة.
- نشرت وكالة “رويترز” تصريحاً لوزير الخارجية الألماني قال فيه: “المسألة الحقيقية في الوقت الحالي أنه يجب على قطر وقف دعم وتمويل الإرهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
- وفي تصريح آخر له عن المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قال وزير الخارجية الألماني: “لم نجد أياً من المطالب المقدمة يمس سيادة دولة قطر”.
الإمارات
من جهته قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: إن الرد القطري على مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تنقصه المسؤولية، ووصفه بأنه مذهل في “سذاجته” وضعف حجته.
وأكد قرقاش في تغريدات له على حسابه في “تويتر” أن رد قطر قوض وساطة الكويت قبل أن تبدأ، وجاء في خفته مجارياً لتسريب ورقة المطالب بلغة مكابرة “مسوّفة”، ورأى أنه لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة، فالاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها.
ولن تنجح أي جهود دبلوماسية دون عقلانية من الدوحة، وقال: إن الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل أزمة قطر.
وتابع: المطلع على الرد القطري على المطالب يُصدم بدرجة الإنكار والتعامل بخفة مع مشاغل حقيقية من تراكم “شرير” قوض الأمن والاستقرار وأدى إلى أزمة حقيقية.
وأضاف قرقاش أنه غاب عن الرد القطري الشجاعة الأدبية وتحمل المسؤولية تجاه سياسات طائشة معلومة، معتقدا أن من صاغ الرد أن التواري خلف مفردات السيادة والإنكار كافية!!.. وأضاف أن الرد القطري على المطالب لم يحترم عقل القارئ واطلاع المتابع، فجاءت لغة الرد مذهلة في سذاجة الطرح وضعف الحجة، وأحسن اجتماع القاهرة في تجاهله.
وشدد قرقاش على أن “الرد القطري سعى أن يمسح بحبره عقدين من دعم الفوضى وتمويل التطرف والتحريض على الإرهاب،كيف ننسى التآمر والوقائع المؤلمة ونصدق المفردات الجوفاء”.
وتواصل الدوحة المضي بـ “المراوغة” التي تتعامل بها مع أزمتها الناجمة عن إصرارها على دعم للإرهاب، وسط تكبدها تكلفة اقتصادية باهظة تتفاقم شيئاً فشيئاً، بما يُلحق قطاعاتها الاقتصادية بضرر أكبر باستمرار سياستها الداعمة والممولة للإرهاب.