سعد الدوسري
«تويتر قرية صغيرة»، وبلمسة من اصبعك، صار بإمكانك أن تقرأ أو أن تشاهد أو أن تسمع، كل ما يحدث في أي جزء من أجزاء العالم، مهما كان نائياً. وبالإمكان أيضاً، أن تتابع الأشخاص الذين يعيشون فيه، لترصد أفعالهم وأقوالهم اليومية، وتكتشف إلى أي حد هم صادقون.
لقد بتنا، بفضل التقنية الهاتفية الرقمية، قادرين على كشف البعيدين عنا، كما لو أنهم أقرب الناس إلينا. ومع ذلك، فإنّ بعض من يعيشون بيننا، لا يزالون يتناقضون مع حاضرهم أو مع ماضيهم، ظانين أنّ الناس لا يملكون القدرة على الربط بين مواقفهم. ولهذا السبب، نجد كثيراً من الفضح اليومي لنجوم مواقع التواصل الاجتماعي، والذين يقعون بسبب لهاثهم وراء النجومية، في تناقضات لا يقع فيها أبسط الناس.
لقد أشرت أكثر من مرة، إلى أنّ حالة الإعلام الرقمي، بدأت في الاستقرار. وفي كل مرة، أعود لأكتشف بأنّ الحالة لا تزال متفجرة. والسبب فيما أظن، هو وجود أولئك الذين بهم «مسٌّ من التواصل»! والذين لا يهنأ لهم بالٌ إنْ هم لم يثيروا الزوابع من حولهم، لتجد الآخرين يدخلون في رمالهم المتحركة، ليهلك من يهلك، ولينجو من ينجو. هذه هي الحال اليومية، التي لا يدرك بعض جوانبها سوى الذين يرصدون بعيون واعية ومدركة، هشاشة المتناقضين وكذب دعاويهم المزيفة، والتي يحثون الناس على اتباعها، في حين أنهم يتّبعون ما هو عكسها!