بعد التحية والتقدير لمعالي وزير الصحة..
أقول: لا يخفى على معاليكم أن إستراتيجية الصحة التي وضعتها القيادة الحكيمة قد تمر بعنق الزجاجة في الفترة القادمة، وأنتم خير من يطبق الإستراتيجية المناسبة لأرض الواقع بكل إتقان، فالآمال معلقة في معاليكم بعد توفيق الله، وخطورة هذا المنعطف الهام الذي تمر به الدولة في المجال الصحي أجبرنا على المراقبة والتساؤل، كيف سيوجه معاليكم السفينة؟ وكيف سيتجاوز هذه الأمواج المتلاطمة؟ فأنت يا معالي الوزير ربان هذه السفينة وموضع الثقة ونحن -المواطنين والوافدين- نتشبث بهذه السفينة، فهل تحتاج لفكرنا وجهدنا في هذه المرحلة العصيبة؟
فإذا كانت الإجابة بنعم، فاقبل مني يا معالي الوزير هذه الباقات التي اقتطفها والدي من شعوره بأهمية المواطن والوطن.
الباقة الأولى: نطالب معاليكم بفرض (البطاقة الصحية) على كل مواطن ومقيم، لأن هذه البطاقة تماثل في أهميتها بطاقة الأحوال للمواطن وأيضاً بطاقة الإقامة للوافد المقيم، والبطاقة الصحية ضرورية للمواطن وللوافد وحماية للمجتمع فهي تعتبر وثيقة تعريفية بالأمراض التي يعاني منها صاحب هذه البطاقة.
الباقة الثانية: اسمح لي يا معالي الوزير بأن أقول وبكل تجرد إن عمل جميع القطاعات الصحية سواء التابعة للوزارة أو التي تشرف عليها لن تصل إلى درجة الإتقان والطموح الذي تبحث عنه القيادة الحكيمة، ويتمناه كل مواطن ومقيم، ويعمل عليه معاليكم بكل تفان وإخلاص ما لم يكن هناك تعاون جاد وواضح من المواطن والوافد مع وزارتكم، فهل يفعّل في عهدكم صندوق الشكاوى والاقتراحات في كل مستشفى وفي كل مركز صحي وفي كل مستوصف خاص وصيدلية خاصة، وتشرف على هذه الصناديق إدارة مرتبطة بمعاليكم مباشرة ووفق ضوابط مشددة.
الباقة الثالثة: بما أن الوقاية خير من العلاج يا معالي الوزير، فهل نرى اهتمام وزارة الصحة بالوقاية في جميع الجوانب التي تمس صحة الإنسان؟ فالحملات التوعوية لها فوائد كثيرة ونعلم بأن وزارة الصحة تصرف مبالغ كبيرة في تنفيذ هذه الحملات، ومع ذلك نجد أن هناك تقصيراً في إيصال الرسالة الصحية بطريقة سليمة، لأن المعتاد في هذه الحملات تركيزها على الجانب التثقيفي، وأيضاً الجانب الإعلامي، وتغفل الجانب الأهم وهو الجانب التطبيقي فالحملات الصحية تتطلب التطبيق حتى يتم استيعابها وإتقانها والتعود عليها فالإنسان رهين ما تعود عليه.
الباقة الرابعة: نعلم يا معالي الوزير مدى أهمية الطب الشعبي أو ما يسمى حديثاً بالطب البديل، وهذا الطب هو امتداد لحضارتنا، وأيضاً رافد مهم للقطاع الصحي في هذا الوطن، ونلاحظ بأنه لا يوجد اهتمام برصد المعلومات عن هذا الطب أو عن أسماء من يمتهن هذا التخصص أو النجاحات التي حققها هؤلاء الأطباء وأيضاً عن كيفية علاجهم للأمراض. فهل نرى في عهد معاليكم ما لم نره من قبل، وذلك بإنشاء مراكز ترصد تلك المعلومات؟ أو يفتح المجال للقطاع الخاص بإنشاء مراكز ترصد تلك المعلومات المهمة؟ وتكون هذه المراكز تحت إشراف وزارتكم ووفق ضوابط دقيقة وحازمة.
الباقة الخامسة: لاختيار الموظفين الراغبين الالتحاق بقطاع وزارة الصحة سواء من يمتهن الطب أو التمريض أهمية مماثلة لأهمية اختيار رجال الأمن المؤتمنين على أرواح الناس وأعراضهم، وأيضاً مماثلة لأهمية اختيار المعلمين والمعلمات المؤتمنين على أبنائنا في عقيدتهم وأخلاقهم وحتى لا يتسرب للقطاع الصحي من ليسوا كذلك، يجب أن يكون هناك ضوابط أكثر صرامة وخاصة في القبول في المعاهد الصحية.
الباقة السادسة: تعلمون يا معالي الوزير وانطلاقا من المثل الشعبي الذي يقول (من شاور الرجال شاركهم في عقولهم) فأقول كم نحن بحاجه إلى مجالس (خبرات) في كل مدينة ومحافظة ومركز، نستفيد من عقول أعضائه (من المواطنين والوافدين) لكي يدعموا القطاع الصحي بفكرهم وخبراتهم ومهاراتهم الذهنية، وأيضا هؤلاء الأعضاء سيستفاد منهم في نقل تجارب الشعوب وأيضا سينقلون معاناة المواطن والوافد الذي يبحث عن جودة الخدمة الصحية ..
وختاماً، وقبل أن أضع نصل قلمي في غمده، أقول لمعاليكم شكراً من أعماق قلبي على جهدك وتفانيك في خدمة الوطن والمواطن، فأنت تستحق ثقة ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، وثقة المواطنين وضيوفنا الوافدين، هذا والله ليس إطراء أو مديحاً وإنما هي حقيقة يشيد بها الجميع، فهذه الباقات هي من فكر والدي حفظه الله ونقلتها لكم كمشاركة لدعم القطاع الصحي الذي يقوده معاليكم بامتياز، وتقبلوا خالص احترامي وتقديري، والله من وراء القصد.
... ... ...
- ثانوية الأمير مقرن بحوطة سدير