أمين الريحاني سمى عنيزة باريس نجد، ولا ندري كيف رآها حينذاك عام 1341هـ أي قبل عشر سنوات من إعلان توحيد المملكة ليقارنها بمدينة باريس! بل إنه شبهها بلوحة فنية للرسام الفرنسي الشهير ادوارد مانيه. لكنها تبقى عنيزة المتحضرة. وليس من سمع كمن رأى. ولم يُخيب إنسان عنيزة ماسطره هذا الأديب والمؤرخ اللبناني الأمريكي امين الريحاني، فالتنمية في عنيزة ليست كغيرها في نظيراتها بالمملكة، ومن لم يصدق فليذهب الى هناك ليرى كيف يبني ا»لعنيزاويون» محافظتهم مستخدمين مشاريع الدولة أعزها الله بطريقة مهنية ناجحة تختلف عن بقية المحافظات، وليرى كيف برعوا في دمج الجهد والتخطيط والتعاون والتنسيق بين المؤسسات الرسمية والخاصة والتشارك مع أهل الرأي والخبرة.
هذا الطابع لايوجد إلا في عنيزة فقط بعيدا عن شوائب الهدر والعبث، ولهذا كانت الصورة الثانية الرائعة من هناك لتعبر عن درجة الإتقان في مشهد (مصلى) العيد وجمال تخطيط مكانه الذي جعلني أثق أن الريحاني كان لديه أسباب كثيرة مُقنعة جدا لتسميتها بعدة أسماء والموثوق بها وهو القادم من جبل لبنان وأمريكا، وحقيقة أن جمال الصورة الآسر لمصلى العيد هذا يجعلنا نتساءل لماذا الكثير من مصليات أخرى في محافظات المملكة تصدم الصغار والنساء، وتقلل من الفرحة صبيحة العيد، وبعض المصليات مليئة بالأشواك والطين!؟. قالوا إن الصورة عن ألف كلمة وتبقى الأقوى. وهذا المنظر الإيماني صباح العيد بعنيزة شجعني أن أفكر في أن أضع هذا المشهد في ملف وأستعين بمن يرسلها لجميع محافظات المملكة فلعلها تكون ملهماً لهم ولعلهم يضعون الأمور في نصابها ويجعلون مصليات العيد كلوحات فنية رائعة طوال العام لتعبر في أصبحة العيد عن الفرح والابتهاج وعظمة الموقف والمناسبة، ولن يكلف ذلك أكثر من تنسيقات، وبنفس النفقات المسجلة أو المصروفة لذات الغرض.
ومن يدري فقد تكون عنيزة وهي المؤهلة مكانا يُختار لإقامة مهرجان وطني للمرابطين وكل الوطن بعد عودتهم شكراً لله بالنصر القريب الذي نرى بشائره تلوح في الأفق.
... ... ...
- لواء طيار ركن متقاعد