د. صالح بكر الطيار
استبشرنا الأمس القريب باستضافة السعودية لقمة الدول العشرين عام 2020، ويأتي الإعلان في وقت مهم جداً بعد نجاحات سجلتها القيادة الرشيدة في مجمل القضايا العربية والعالمية وسطرت من خلالها العديد من المواقف السياسية البارزة.
إن استضافة قمة بهذا المستوى الكبير والحجم العالمي لدول العشرين والترحيب الدولي الكبير الذي شهدته القمة التي عقدت بألمانيا قبل أيام يؤكد مكانة المملكة عالمياً وثقل حجمها في موازين الدول، ويعكس التميز والتفوق الكبير الذي سجل باسم المملكة في العديد من المحافل وموقفها الثابت أمام القضايا الإقليمية والدولية والملفات العالمية في شتى المجالات وقيامها بدور فاعل ومؤثر في السياسة الدولية والأمن العالمي.
وقد كان دور السعودية مميزاً في المشاركة الأخيرة في القمة التي عقدت بألمانيا وأعلنت فيها المستشارة الألمانية ميركل استضافة السعودية للقمة خلال عام 2020.
ورأينا ما أكده زعماء الدول المشاركة خلال الاجتماعات على دور السعودية الكبير والبناء والمتواصل في مواجهة الإرهاب والتعاون الدولي المتطور في إطار القضاء على هذا الفكر وأعوانه. يأتي الإعلان متزامناً مع جهود متواصلة للسعودية لنقلات تنموية كبرى في شتى المجالات وتحقيق أهداف الوطن محلياً وإقليمياً ودولياً في مشروع الوطن الكبير رؤية 2030 التي يتابع تفاصيلها والإشراف عليها سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وما اشتملت عليه من أهداف وخطط إستراتيجية متميزة، إضافة إلى الاتفاقيات والصفقات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي أبرمتها الحكومة السعودية مع دول عالمية مثل أمريكا وأيضاً دول أوروبية إضافة إلى عشرات الاتفاقيات الأخرى التي تمت بين المملكة ودول كبرى في آسيا.
عامان وأكثر على الحدث الاقتصادي الذي يعتبر من أهم الأحداث والقمم الاقتصادية على مستوى العالم تحتاج عملاً دؤوباً في كل المجالات والقطاعات المتخصصة والمعنية بملف الاستضافة حتى يعرف العالم أن السعودية ستقدم استضافة تليق باسمها ومكانتها وستكون منطلقاً لقمم قادمة، وهي من استضافت عشرات القمم السابقة وكانت فيها سبَّاقة بالتميز وكان آخرها القمة الإسلامية الأمريكية التي عقدت في وقت قياسي جداً بالرياض وأخرجت بنتائج مذهلة كانت حديث العالم من حيث الترتيب والتجهيز والاستضافة وبكل التفاصيل التي عكست إدارة احترافية لمثل هذه المناسبات.
استضافة هذا الحدث العالمي تتطلب جهوداً متسارعة وخطى حثيثة ومساعي متواصلة لتشكيل اللجان المختلفة وتوفير خطط مفصلة للاستعداد لهذا الحدث. وأتمنى أن يكون هنالك أصداء إعلامية تعكس الثقل السعودي العالمي والذي أسهم في الترحيب بالاستضافة لهذه القمة وإلى توجيهات القيادة الرشيدة ومساعيها لتكون الرياض بوصلة تظاهرة عالمية كبرى يحضرها زعماء وقادة أقوى الدول على مستوى العالم لمناقشة أهم وأكبر الملفات الكبرى التي تتعلق بالدول والشعوب.