سمر المقرن
عندما تُصاب بأي مرض أو وعكة صحيّة وأنت تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، بإمكانك التوجه إلى أي مستشفى وسوف يتم علاجك فوراً طالما دخلت من بوابة الطوارئ، وفي المستشفيات الخاصة تُعالج حتى وإن لم تكن تملك المال، فبمجرد وصولك إلى بوابة الطوارئ فأنت صاحب الحق، ويعمل النظام بإيداع المبلغ المطلوب عليك تحت رقمك الوطني، بحيث تكون ملزماً بسداد المبلغ وإلا سوف يتم بحقك إجراءات قد تمنعك من استئجار بيت أو شراء سيارة على سبيل المثال وذلك لضمان حصول المستشفى الخاص على مستحقاته.
هذه التجربة الإنسانية الفريدة من المهم بحثها وتطبيقها في مستشفياتنا الخاصة، في الوقت الذي ترفض بعض المستشفيات الحكومية استقبال المريض، فكذلك المستشفى الخاص يرفض استقبالك مهما بلغ سوء حالتك الصحية طالما لم تضع في خزينتها مبلغاً يضمن لهم أخذ المستحقات «مقدماً» وقبل تقديم أي علاج، بشكل تجردت فيه هذه المستشفيات من أبجديات المشاعر الإنسانية، إذ إنه ليس مهماً أن يكون أمامهم شخص مريض بحاجة إلى علاج، وليس مهماً أن يحتضر ويموت، المهم هو ضمان حصولهم على المبالغ الفلكية قبل تقديم حتى الإسعافات الأولية!.
لائحة المستشفيات الخاصة بحاجة إلى إعادة نظر، بعد تقييم هذه التجارب على مدى سنوات طويلة، وكذلك بحاجة إلى إعادة نظر في الأسعار المقدمة، فهي ترفع الأسعار وتغيرها كما تشاء، وأتذكر من تجربة شخصية أنني ذهبت لزيارة طبيبة ودفعت سعر الكشف 270 ريالاً، وبعد شهر عدت لنفس الطبيبة ووجدت سعر الكشف ارتفع إلى 340 ريالاً، فأي حق تمتلكه هذه المستشفيات في رفع الأسعار، وهل هناك رقابة فعلية عليها؟!
قبل عامين وأنا في إحدى جزر اليونان، أصيب أحد أفراد أسرتي في البحر، ونقلناه إلى مستشفى خاص قريب من الشاطئ، لم يكن معنا أي أوراق ثبوتية ولا جواز السفر ولا التأمين الطبي، تم إسعافه دون سؤالنا عن دفع أي مبلغ، وبعد العلاج ذهبت إلى الكاشير للدفع، وفوجئت أن مثل هذه الإصابات تُعالج بالمجان، على الرغم من أننا لسنا من مواطني البلاد.
ما أود قوله من نقل هذه التجارب، أن تلك الدول التي لا تعتنق الدين الإسلامي، العاملون في مستشفياتها وأنظمتها أكثر إنسانية من بعض مستشفياتنا الخاصة والحكومية، وتتعامل مع الإنسان كإنسان، فمتى يتغير حالنا، ومتى نُعالج دون أن نضطر للتوسل بحثاً عن علاج؟!