جاسر عبدالعزيز الجاسر
الكشف عن الوثائق التي تؤكد نكث حكام قطر للتعهدات التي وقعوها في الرياض في عام 2013، وعادوا إلى تجديد توقيعهم عليها في الرياض عام 2014، ومع هذا نكثوا كل ذلك، فقد أظهرت الوثائق السرية التي كشفت عنها شبكة «C.N.N» العالمية لاتفاق الرياض وآليته التنفيذية والاتفاق التكميلي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمير قطر في عامي 2013 و2014، والتي أوضحت أن أمير قطر ووزير خارجيته آنذاك خالد العطية وقعا على كافة البنود التي طالبتهم بها دول الخليج العربية، وذلك لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الأخوية وبناء ثقة بين الدول الشقيقة، إلا أن كل تلك التعهدات والالتزام الشخصي الذي تعهد به تميم بن حمد إلى الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ذهب أدراج الرياح بمجرد عودة تميم إلى الدوحة، ونكث كل وعوده التي التزم بها يوم 19-1-1435هـ وبضمان سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي وضعه تميم وأبوه حمد بن خليفة في وضع محرج جداً، فقد أظهرت الوثائق وبتوقيع تميم بن حمد بأن قطر تعهدت بعدم دعم الجماعات الإرهابية سواء جماعة الإخوان الإرهابية في مصر والدول العربية وأيّ طرف يمني يمارس عداء أو نشاطاً إرهابياً ضد أي دولة من دول الخليج العربي، وإن توقف وتمنع حكومة قطر الحملات الإعلامية العدائية ضد دول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية والتي تتم من قبل شبكات التلفاز الذي تموله دولة قطر، وأن تعمل دولة قطر بالتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دعم ومساندة مصر حتى تتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها نتيجة تكالب القوى المعادية للعرب والمسلمين والجماعات الإرهابية.
كل هذه التعهدات ورغم الضمانات التي تقدم بها أمير دولة قطر إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تمت أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله - وحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول مجلس التعاون، أمير دولة الكويت، وملك البحرين، ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أمام كل هؤلاء تعهد الشيخ تميم بن حمد بأن تلتزم دولة قطر بعدم دعم الإرهاب وقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية والأفراد الذين يثيرون الفوضى والاضطراب في الدول العربية الخليجية ومصر وتوقف الحملات الإعلامية وتقطع علاقاتها بالجماعات اليمنية التي تعادي دول الخليج العربية، إلا أن كل تلك التعهدات ذهبت إلى أدراج الرياح، ولم تلتزم قطر بأي بند منها، بل على العكس من ذلك زادت من دعمها للجماعات الإرهابية وكثفت من حملاتها الإعلامية العدائية ضد دول الخليج العربية ومصر، مما يؤكد النوايا السيئة والأحقاد الدفينة التي تسيطر على من يمسكون بزمام الأمور في قطر وقد أظهرت الوثائق وتواقيع تميم بن حمد وعدم قدرته على تنفيذ بنودها أنه لا يملك قراره وأن من يحكم قطر فعلياً هو من زعم تخليه للحكم والذي يطلقون عليه اسم «الأمير الوالد» الذي يحقد على جميع دول الخليج العربية ومصر ويكره أي تعاون معه، مفضلاً ربط قرار قطر بكل من إيران وتركيا.. وهذا يجعل دول الخليج العربية لا تثق بأي تعهد أو اتفاق مع قطر ما لم تضمن ذلك دولة قادرة على إرغام حكام قطر على تنفيذ العهود.