سعد الدوسري
لو أن مسؤولاً أراد أن يستطلع آراء المستفيدين من خدمات دائرته، فلن يجد أفضل من «الهاشتاق»؛ هذا المرجع التقني المجاني والشفاف والصريح وغير المجامل والسريع جداً، فبالإمكان أن يشارك فيه الآلاف وربما الملايين، خلال ساعات محدودة. أي أن المسؤول لن يحتاج إلى دفع المال، ولا إلى تجييش مؤسسات وشركات الرصد والاستقصاء، ولا إلى قراءة تقاريرهم المزيفة في الغالب، والتي تصل نسبة الرضا فيها إلى 99%!!
لقد حققت بعض الهاشتاقات في تويتر السعودية، أرقاماً قياسية. وللأسف لم يحاول أحد أن يستفيد منها لرصد الاتجاهات العامة في العديد من القضايا. لحسن الحظ، فالتقنية تتيح حفظ كل المشاركات التي تأتي ضمن عنوان الهاشتاق، فقد يأتي يوم ويدرك المختصون أهمية أن يرجعوا لما كان يتداوله المشاركون، وليبدأوا في فهم ما فاتهم من حوارات حقيقية حول التنمية ومطالبها الجماهيرية. لن يكون الوقت متأخراً أبداً، إذا نحن استفدنا من التقنية الحديثة لتبادل الآراء، وللاطلاع على الرأي والرأي الآخر.
اليوم، هناك هاشتاقات مهمة، يجب التوقف أمامها، ودراسة وتحليل ما ورد فيها. ليس مهماً أن يتم تحقيقها، ولكن أن تُدرس دراسة موضوعية، وأن يكون هناك ردود عليها، تجيب على كل الأسئلة المطروحة فيها؛ هل صعب أن يجتمع المختصون فيجيبون على التعليقات الواردة في هاشتاق «إعادة العلاوة السنوية» أو في هاشتاق «عودة الرواتب للتاريخ الهجري»؟!
طبعاً، لا.