د. عبدالرحمن الشلاش
الجاهلية السياسية أن تستخدم أساليب وأدوات في علاقاتك الدولية عفا عليها الزمن، وأصبحت في عصرنا الحاضر بالية متآكلة. قد تنطبق على نظام الحمدين القطري كل الأوصاف السياسية السيئة مثل المراهقة والتهور والعقم السياسي لكن ما نشهده من هذا النظام وعلى مدى أكثر من عشرين عاما يشهد بأنه نظام يمارس أسوأ أشكال الجاهلية السياسية التي لا تنسجم مع طبيعة العصر ومتغيراته. الدول تستطيع تحقيق أهدافها الخارجية من خلال عمل سياسي منسجم مع طبيعة العلاقات السوية والمقبولة، أما هذا النظام وعلى مدى أكثر من عشرين عاما وهو يعمل بطرق مريبة وغير سوية للوصول إلى تحقيق مآرب غير شرعية تحت غطاء الحرية الزائفة ونصرة الشعوب وتحريرها نتج عنه دعم لجماعات إرهابية وانقلابات ومؤامرات لاغتيال شخصيات مرموقة مثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله ناهيك عن تدخل في شؤون أكثر من دولة متجاوزا حجمه وإمكاناته حتى بات نظاما مكروها وممقوتا.
لا شك أن نهج هذا النظام جاهلي يقوم بشكل رئيس على الدسائس والمؤامرات والأسلوب الحركي حيث يستخدم بعض المسميات لستر أعماله ولنأخذ مثالا على ذلك ما يسمى مؤتمر علماء المسلمين، أما ما يدور خلف الكواليس فأمر مختلف عن الأهداف المعلنة ويعقد عادة في اسطنبول تحت رعاية قطر، ولعل ما تسمى بالهيئة العالمية لتدبر القرآن في قطر والتي يشرف عليها أحد المشايخ السعوديين من المنتسبين لجماعة الأخوان تمثل أحد المحاضن التي يستخدمها نظام الحمدين لتمرير كل ما يريد لذلك يصرف عليها بسخاء وتستضيف هذه الهيئة في مؤتمراتها عددًا من الأعضاء والعضوات من أصحاب التوجه الإخواني وبالذات من السعودية والأمر ليس سرًا وقد نشرت لهم كثيراً من الصور والمقاطع واستقبال القيادة القطرية لهم، والسؤال ألم يجد هؤلاء مكانا يتدبرون فيه القرآن إلا في قطر؟
نظام يعمل بمعزل عن معطيات العصر الحالي وكأنه في أزمنة الجاهلية أيام «داحس والغبراء»، وحرب «البسوس» يحمل شعارات الحقد والكراهية، والعناد وصلابة الرأس، والأخذ بالثأر وعدم التسامح أو الرجوع إلى الحق التي يراها الجاهلي نوعا من المهانة وإسقاط الهيبة وهدر الكرامة رغم أن الجاهلي العربي كان يتصف بسمات جميلة لا تنطبق على نظام الحمدين البائس كشجاعة عنترة العبسي، وكرم حاتم الطائي، ووفاء السموأل.
مشكلة هذا النظام أنه يجدف ضد التيار الدولي القوي العاتي، ومهما بلغ من الصلف فلن يدوم طويلا وسيسقط قبل خط النهاية بسبب عناده وإصراره على الباطل.