نوف بنت عبدالله الحسين
أنا وانت يمكن يوم
نروح عند القمر زوّار
ونكتب فوق أنواره
سوالفنا مع الأسرار
- فايق عبد الجليل
مكوّر ملتف... يعكس الضياء ليصبح نوراً في ظلام السماء... وكأنها تخبرنا بأن الظلام مهما كان دامساً... إلا أننا نتلمس النّور فيه ليرشدنا إلى الاستمرار في البحث عن غدٍ أجمل.. ومهما كان الأمر الذي نعاني منه صعباً... إلا أن الانفراج سيحصل في يومٍ ما...وأن الحياة مد وجزر... وفي كل مرة تتأرجح الأمواج لتعود للسكينة وتبث نسيماً من حب ورشة من عبق الخليج... أليس القمر لؤلؤاً يزيّن عقد السماء بشموخه وهدوئه؟.. ألا ترى فيه طمأنة الحياة، وفرصة لإعادة النظر في ذاتك وتجديداً لمستقبل قادم بالخير والعطاء؟..
أتساءل حينما أتأمل جمال القمر عن النظرة السلبية تجاهه فيُرى بأنه جسم معتم يعكس الضوء... بينما أراه عاكساً للحياة وآية عظيمة تشاركنا الزمان والمكان وترافقنا أينما ذهبنا... وكم من قمر بشري توارى في خسوفه، فبقي في خسوف دائم أبد الدهر...
أليس القمر سراً كونياً يجعلنا نتأمل ونتعلّم من منازله وتغيّراته... وكيف أن لكل شهر بشرى من القمر في بداية هلاله كتجديد للأمل وفي انتصاف الشهر بدراً متربعاً على كبد السماء يتباهى بجماله الهادئ.
لنكن أقماراً... نرتفع عالياً.. ونرتئي بذواتنا عن كل ما يفسدنا... لنعيد تشكيلنا من جديد... ونهندم أرواحنا بأناقة الذّات... ونقبل على الحياة بكل حب وصفاء... فكم تعطينا الحياة من ضياء ونور بينما لا نشاهد إلا الظلام... غادر ظلامك... وكن قمراً منيراً مليئاً بالخير والحب والعطاء.