بمناسبة بيعة الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد
حَنَانيْكَ هَذا الّليلُ أَظْلمَ دَاجِيَا
وفِيهِ قَدِ اسْتَوْحَشْتُ ظَمْآن صَادِيَا
وَسِرْتُ بِهِ والرُّعْبُ يَطْوِي سَوَادَهُ
وَسِرْحَانهُ يَعْوِي وَرَائِيَ طَاوِيَا
بِتِيهٍ رَمَتْنِي الرِّيحُ فِي ظُلُمَاتِهِ
وَضَجَّتْ أَزِيزَاً يَسْتَحِثُّ النَّوَاجِيَا
وشَوْقاً إِلى نَجْدٍ وَمَنْ حَلّ رَبْعَهَا
قَطَعْتُ إِلَيْها البِيدَ غَرْثَانَ بَاكِيا
وَقَفْتُ عَلَى وَادِي حَنِيفةَ ظَامِئَاً
أَنَخْتُ بِهِ لَيْلاً وَلَمْ يَكُ خَالِيَا
أُكَتِّمُ مَا يخْفَى وَقَدْ بَانَ عَنْوَةً
وَمَا كُنْتُ مِنْ تِلْكَ الصَّبَابَةِ سَالِيَا
وَأَثْقَلَني البَيْنُ الصُّرَاحُ وَمَا أَرَى
بُرُوقاً تَلُوحُ لاعِجاتٍ عَوَافِيَا
رَعَى اللهُ قَلْبَاً وَالبِلادُ يَجُوبُهَا
وَفِي مَوْكبِ الّلأوَاءِ أَصْبَح غَازِيَا
أُفَتّشُ عَنْ أَرْوى المَفَازَاتِ كُلّهَا
وأَيْقَنْتُ بَعْدَ اليَوْمَ أَنْ لا تَلاقِيَا
وَلوْلا هُزالٌ فِي المَطِيّ أَعَاقَنِي
لَأَمْضَيْتُ أيّامِي عَلَى البَيْنِ حَادِيَا
فَأَيّ دِيَارٍ دُونَ أَرْوَى تَرُوقنِي
وَأَيُّ لَيَالٍ دُونَ أَرْوَى لَيَاليَا
وَكُلّ فِرَاقٍ كَانَ عَيْنَ فِرَاقهَا
وَكَانَ عَلَيْها الدَّمْعُ أحْمَرَ قَانِيَا
عَلَيْهَا مَعِي القُمْرِيّ هَامَ صَبَابَةً
وَفِي غُصْنِهَا المَيّاسِ يَسْجَعُ نَاعِيَا
حَنَانيْكَ مِنْ هَذا الهَدِيلِ فَإِنّني
كَذِئْب الفَلا الصَّدْيَانِ يَقْنِبُ خَاوِيا
وَقَفْتُ عَلى وَادِي حَنِيفَةَ هَائِمَاً
وَسَعْيَاً إِلَى ابْنِ الأَكْرَمِينَ تَهَانِيَا
فَيَاأَيُّهَا الوَادِي العَظِيمُ مَلاحِمَاً
وَمَا افْتَرَّ ثَغْرُ الجُودِ إلا تَسَاخِيَا
وَلَمْ أَسْلُ حَتّى قِيلَ إِنَّ مُحَمَّدَاً
عَلَى الذُرْوةِ الشَمّاءِ أَصْبَحَ وَالِيَا
أَمِينَاً عَلَى العَهْدِ الصُّرَاحِ بِهِمَّةٍ
وَلِلْعُرْوَةِ الوُثْقَى مُجِيبَاً وَدَاعِيَا
أُحَدّثُ حَاجَاتِي المُهمَّةَ صَادِقَاً
وَفِي كُلّ خَطْبٍ مُدْلَهِمٍّ بَدَا لِيَا
عَلَى مَفْرِقِ التَّاريخِ نَجْمهُ سَاطِعَاً
وَمِبْضَعهُ الجَرّاح أَضْحَى المُدَاوِيا
مُضِيئَاً وَمِنْ بَيْنِ الجُمُوعِ وَلا أَرَى
سِوَى المَجْدِ قَد ألْقَى إِلَيهِ المَرَاسِيَا
أَرَى النَّاسَ لِلْبَيْتِ الحَرَامِ تَوَافَدُوا
رِجَالاً وَرُكْبَاناً تَجُوبُ الفَيَافِيَا
إِلَى المُلْهَمِ المَنْصُورِ نَسْلِ نَجِيبَةٍ
وَمَا زَادَهُمْ إِلا الوَلاءُ تَمَادِيَا
فَتَىً وَالشَّبابُ الغَضّ قَوَّمَ عُودَهُ
وَأرْسَى بِهِ عَقْل الكُهُولِ عَلَانِيَا
هُوَ الصَّارِمُ المَسْلولُ إِنْ هِيَ شَمَّرَتْ
وَيُحْسِنُ فِيهَا الرَّمْيَ بَلْ وَالتَّرَامِيَا
عَلَى الأَبْلَقِ المَأْمُونِ فِي كُلّ جَانِبٍ
يَصُولُ وَمَا كَانَ الخَفِيَّ المُدَاجِيَا
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسّلْمِ كَانَ سَلامَهُمْ
وَإِنْ وَضَعَتْ أَوْزَارَهَا كان وَافِيَا
إِلَيكَ أَبَا سَلْمَانَ بَيْعَةَ أُمَّةٍ
أَرَاهَا وَقَدْ مَدَّتْ يَدَيْهَا تَصَافِيَا
وَبِيضاً عَلَى كَرِّ الجَدِيدَيْنِ والقَنَا
وَسُمْرَ العَوَالِي والعِتَاقَ المَذَاكِيَا
وَأَعْطَتْكَ مِنْ صَفْوِ النَّخِيلِ طَلاوَةً
وَأَغْرَتْ فَمَ البَيْدَاءِ فِيكَ أقَاحِيَا
وَأَزْجَيْتُ مِنْ فَرْطٍ قَلُوصِي وَشَفَّنِي
إِلَيْكَ النَّدَى عجْلانَ مَا انْفَكَّ ظَامِيَا
فَسَيْفُكَ لا يَنْبُو وَفَجْرُكَ صَادِقٌ
وَكَفُّكَ يُمْنَى تَسْتَحِثُّ الغَوَادِيَا
هَنِيئَاً لَكَ العَهْدُ الذِي أنْتَ تَاجُهُ
وَلَمْ يَرْضَ فِي المَسْعَى لَكَ اليَوْمَ ثَانِيَا
فَأنْتَ الغَدُ المَأْمُولُ والمَأْرِزُ الذي
تَغَشَّى الوَغَى صَلْدَاً يَدُكُّ العَوَاتِيَا
تكَامَلْتَ أَخْلاقاً وَمُذْ كُنْتَ يَافِعَاً
فَلَمْ تَكُ مَزْهُوَّاً وَلَمْ تَكُ لاهِيَا
وَأَنْتَ فَتَى الفِتْيَانِ مِنْ آلِ مُقْرنٍ
أَرَى كُلَّ مَنْ فِيهَا جُدُودَاً ضَوَارِيَا
هُمُ القَوْمُ وَالتَّارِيخُ سِفْرَاً وَسِيرَةً
هُمُ الكَوْكبُ الدُّرِّيُّ صِيدَاً مَوَاضِيَا
تَسُودُ وَمِنْ عَبْدِ العَزِيزِ شَكِيمَةً
وَتَنْمى وَمِنْ سَلْمَانَ قَرْمَاً وَسَامِيَا
عَلَيْكَ بِتَقْوى اللهِ فَالعَيْشُ هَيِّنٌ
وَلا بُدَّ يَوْمَاً تَلْتَقِي اللهَ عَارِيَا
وَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيا إِذَا عَمَّ شَرُّهَا
وَإِنْ بَقِيَ الإِفْسَادُ فِيهَا كَمَا هِيَا
تَخَلَّتْ لَكَ السَّاحَاتُ طَوْعَاً وَأَهْلُهَا
رَأَوْا فِيكَ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ مُوَاسِيَا
د. عبدالله بن ثاني - عميد الموهبة والإبداع والتميز البحثي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية