فهد بن جليد
بما أنَّ برنامج التربية البدنية في مدارس البنات - بات واقعاً - ستعيشه الأسر السعودية بدءاً من العام الدراسي القادم 1438-1439هـ فإنني أقترح على اللجنة الإشرافية لتنفيذ البرنامج أن تستمع لصوت ورأي الطالبات والأمهات والبيئة التعليمية وتتعرف عليه من خلال استبيانات مُباشرة وإلكترونية، حول الطُرق المُثلى للتنفيذ والصعوبات المتوقعة، فرأي هذه الفئات مهم جداً وسيساعد في سهولة تحقيق الأهداف، خصوصاً وأنَّ التجربة جديدة في الميدان التربوي لتعليم البنات، وعلينا عدم إغفال صوتهن ومُقترحاتهن وحاجاتهن ورأيهن، حتى يشعرن بأنهن شريكات رئيسات في بناء وثيقة البرنامج.
نحن نعلم بأنَّ معظم مدارس البنات لا تتوافر فيها الإمكانات اللازمة، وحتى نتجاوز هذه العقبة يمكن البدء في نشر ضرورة مُمارسة التربية البدنية للطالبة كثقافة حتى خارج المدرسة، في الأماكن المُخصصة والملائمة لطبيعة الفتاة حتى لو كان ذلك داخل المنزل، فتدعيم هذا المفهوم وترسيخه في عقلية الطالبة وأسرتها، وتعريفهم بالفوائد المرجوة منه - مسألة - لا تقل أهمية عن تطبيق برنامج التربية البدنية داخل المدرسة كبرنامج تربوي، وهنا يمكن للوزارة فتح المجال لاستقطاب خريجات التربية، وتشجيعهن للحصول على دورات تأهيلية للتربية البدنية، ومن ثم الاستفادة من تجاربهن وخبراتهن (كمُدربات تربية بدنية) في بداية البرنامج، حتى تتم مراجعة التجربة في العام الدراسي القادم، وإخضاعها لمزيد من التأمل لتطويرها في مراحل وسنوات مُقبلة.
أمر آخر أرجو أن تراعيه اللجنة عند وضع خطوات التنفيذ، وهو ضرورة وضع ضوابط الملابس الرياضية، واختيار الأوقات المُناسبة خلال اليوم الدراسي، بحيث تكون هذه الملابس الرياضية في متناول جميع الطالبات بمُختلف ظروف أسرهن المادية، حتى لا تثقل كاهل الأب والأم، ولا يُصبح البرنامج مضماراً للتنافس في ارتداء الماركات الغالية، ويتحول إلى ما يُشبه التسابق والتنافس بين الطالبات ومدرباتهن، وهو ما سيُفقدنا الفائدة العظيمة المرجوة والمُنتظرة من بدء تنفيذه وتطبيقه، فالحث على مراعاة هذا الجانب - برأيي - نقطة جوهرية وهامة في نجاحه وتفاعل الجميع معه بالصورة المطلوبة.
كان لا بد من الشجاعة في هذه الخطوة التي تأخرت كثيراً، ولا يفوتنا هنا التنويه بأنَّ وزير التعليم أكد في قراره ضرورة تنفيذ البرنامج وفق الضوابط الشرعية وبالتدرج حسب الإمكانات المُتوفرة في كل مدرسة، لذا فلا معنى ولا فائدة من سماع - الأصوات المُتخوفة والمترددة - من تطبيق التجربة، والتي تضع العراقيل والعقبات أمام هذه البرنامج حتى قبل تنفيذه، وهي أصوات فاتها معرفة وتقدير حجم تلك الفوائد التربوية والعقلية والصحية من هذه الخطوة الكبيرة التي تأتي متوافقة مع رؤية المملكة 2030 ومُحققة لأحد أهدافها.
وعلى دروب الخير نلتقي.