القاهرة - واس:
بدأت أمس بجامعة الدول العربية أعمال الدورة العادية الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة معالي وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني بالجمهورية التونسية مهدي بن غريبة، بحضور معالي وزراء الإعلام والمسؤولين عن الأجهزة الإعلامية في الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد. وقد ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد في الجلسة الافتتاحية كلمة قال فيها:»يعد دور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب من أهم البنود المعروضة أمام اجتماع وزراء الإعلام العرب في دورته الـ48، ويتطلب ذلك منا العمل على معالجة هذه الآفة التي دمرت وتدمر الأنفس والممتلكات في كل الدول». وأوضح أن هناك دورا محوريا للإعلام العربي في مواجهة الإرهاب ومحاربته وبيان آثاره التخريبية، والعمل على محاولة حماية المجتمعات والشعوب من الوقوع في حبائله». وقال معاليه: «لقد شهد العام الماضي العديد من الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من الضحايا الأبرياء سواء في العالم العربي أو في دول أخرى، لذلك تقع على إعلامنا العربي اليوم مسؤولية عظيمة في إنقاذ الأرواح وحفظ الممتلكات عبر تنفيذ برامج توعوية وتثقيفية للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة المدمرة في بث سمومها واصطياد الضحايا من أبنائنا وبناتنا». وشدد الدكتور عواد بن صالح العواد على أن المملكة العربية السعودية لم تألُ جهدًا في التصدي لظاهرة الإرهاب، وكذلك التعاون مع الجهات ذات العلاقة دوليا وإقليميا للحيلولة دون تفاقم الإرهاب ماديا وفكريا وإعلاميا، وقال «منذ عام 1995م والمملكة في مواجهة وتحد مع هذا العدو اللدود، بعد أن وصلت قدم الإرهاب إلى تفجير العليا في الرياض الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء، وفي عام 1996م حينما ضرب الإرهاب الخبر في المنطقة الشرقية، وراح ضحيته أيضا العديد من الضحايا الأبرياء». وأفاد معاليه بأن المملكة قد حرصت أن تساهم باستمرار بكل جهد من أجل الحفاظ على الأرواح والتصدي له، فاستضافت المملكة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عام 2005م ثم قامت بإنشاء « مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب « عام 2011، ثم أنشأت المملكة بعد ذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- التالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب». وأضاف قائلا « ولأن الارهاب مرتبط ارتباطا كبيرا بالتطرف، فقد قامت المملكة هذا العام بافتتاح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» حيث دخلت مرحلة جديدة من مراحل مكافحة جذور الفكر المتطرف وما يؤدي إليه من عنف وسلوك إجرامي وإرهابي مدمر للحياة البشرية ومخرب للمقدرات الحضارية». وأكد معاليه أنه على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في محاربة الإرهاب واجتثاث الفكر المتطرف؛ فإن نجاح تلك الجهود يتطلب العمل المشترك كمجموعة عربية تعمل على نسق واحد لمحاربة هذه الآفة وتسخير كل السبل التي تؤدي إليه أوتساهم في الترويج له، ولا مجال بعد اليوم للسكوت عن هذا الخطر الداهم الذي يهدد مجتمعاتنا وشعوبنا ودولنا». وقال: «ها هي للأسف الشديد دولة قطر تبادر إلى شق الصف العربي وتبث الفتنة عبر ذراعها الإعلامي «قناة الجزيرة» وهو ما يتطلب منا وقفة جادة لمنعها من هذا العمل الإجرامي، وإن قناة الجزيرة ليست كما يروج لها الإخوة في قطر وغيرها بأنها تعبير عن حرية الرأي، فنحن نعرف والجميع يعرف ما هي حرية الرأي؛ وإنما هي قناة للشر وزرع الفتنة ودعم الإرهاب والتطرف وجلب الدمار والخراب والتلاعب بالقيم الإعلامية لخدمة الأجندة العدائية للحياة والسلام».وأضاف معاليه قائلا «في الوقت الذي يدعي النظام في قطر أن قناة الجزيرة هي للرأي والرأي الآخر، لم نسمع أن هذه القناة توجهت بالنقد لأي قرار اتخذ من قطر، وإنما هي قناة تطبيل لقطر وقناة للهجوم على الآخرين. وأشار الدكتور عواد العواد إلى أنه لا يمكن أن تنجح جهود مكافحة الإرهاب وبيننا من يدعو له ويغذيه ويرعاه، معرضا أمننا وأمن منطقتنا وأمن العالم للخطر. وقال معاليه» إن المملكة لتؤكد من خلال هذا المنبر على حتمية أن تكف قطر عن دعم الإرهاب وتمويل وسائل الإعلام التي تروج له، وضرورة أن تتوقف وسائل الإعلام أيا كانت سواء في قطر أو خارجها والتي استضافت الإرهابيين من ابن لادن والظواهري وغيرهم وتروج لهم وتنشر فكرهم وتقدمهم لأبنائنا على أنهم أبطال وهم في الحقيقة مجرمون قتلوا الأبرياء بدون سبب، لذلك ندعوها إلى أن تكف عن الدعوة للعنف والتطرف وبث الفرقة والخصومات والتدخل في شؤون الغير». واختتم معاليه بالقول: «إن أمام المجلس اليوم العديد من القضايا التي نتمنى أن يتم حلها لكن هذه القضية هي أولوية لنا، نتمنى من الجميع أن يكون مسؤولا اليوم، لانسعى لحفظ ماء الوجه وإنما نسعى لحفظ دماء الأبرياء».
من جانبه أكد معالي وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين رئيس الدورة العادية السابقة لمجلس وزراء الإعلام العرب الدكتور علي بن محمد الرميحي إن هناك قنوات مشبوهة تنحاز لمنظمات إرهابية، منتقدًا قناة «الجزيرة» القطرية وقنوات الفتنة المملوكة لإيران التي تسعى بشكل ممنهج لاستهداف الأمن والاستقرار وترويج الشائعات والأكاذيب. وقال الدكتور «الرميحي»: إننا نؤكد أن خلط الأوراق لن يحمي الأمن القومي العربي الذي يتطلب منا الوقوف بحزم، وليس هناك حرية مطلقة حتى في الغرب الذي يجده بعضهم مثالا». وأشار وزير الاعلام البحريني إلى أن الجزيرة القطرية لم تلتزم بأخلاقيات العمل الإعلامي وبدأت في التطاول على الجميع بلا استثناء، إلا ملاكها وتقوم بالترويج للإرهاب ورموزه في مناسبات عدة، وهذا يتعارض مع صحيح الدين وتتاجر بمشاهدة البسطاء. وأضاف الرميحي: «إن هذه القنوات هي أذرع إعلامية للجماعات الإرهابية» متسائلاً «أي حرية تعبير لدى هذه القنوات التي تنتج أعمالاً تسيء إلى الأمة العربية وتستهين بجميع الدول العربية والجامعة العربية والجيوش العربية، وأي حرية التي تمس الجيش المصري الذي كان له الشرف في الدفاع عن الأمة العربية. وتساءل الرميحي قائلاً: «أي حرية التي تستهدف قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، كلنا نعرف أن من يستهدف المملكة يستهدف عروبتنا وإسلامنا،
وأي حرية التي تستهدف الإمارات بتجربتها الاقتصادية العظيمة ودورها الكبير في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية». بدوره أكد معالي وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني بالجمهورية التونسية مهدي بن غريبة في كلمته أهمية الإعلام في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
من جهته، قال معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية «إنه على الرغم من أن الإعلام كان لاعباً فاعلاً وقطباً مؤثراً في الأحداث الجسام التي مرت بها المنطقة العربية خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن بعض منابر الإعلام العربي صارت وللأسف، جزءاً من الأزمات بدلاً من أن تفتح باباً للخروج منها ولعبت دوراً سلبياً في بعض الأزمات التي شهدتها عدد من البلدان العربية، عوضاً عن أن تكون سنداً للمواطن العربي في فهم واقعه المعقد». من جانبه أوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام العرب مكرم محمد أحمد في كلمته خلال الجلسة أن المهمة العاجلة لمجلس وزراء الإعلام العرب هو التكاتف لاجتثاث الإرهاب من جذوره، مشدداً على أن الخلاص من الإرهاب بأن يمتنع الجميع عن تمويله وإعطائه ملاذات آمنة وأن يمتنع البعض أن يُسّخر له أبواقا كاذبة.
اختتام أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب
أكد مجلس وزراء الإعلام العرب ضرورة التضامن بين الدول العربية لمواجهةالإرهاب، مطالبًا بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه. وأعرب المجلس، في قراراته الصادرة في ختام أعمال دورته العادية الـ48 امس عن تضامنه الكامل مع مصر في مواجهة الإرهاب وإدانته للعمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها، مشيدًا في الوقت ذاته بانتصار العراق على الإرهاب في الموصل، ورحب باستضافة العراق لأعمال الحلقة النقاشية البحثية الخامسة حول «دور الإعلام العربي في التصدي لآفة الإرهاب» والاجتماع الثامن عشر لفريق الخبراء الدائم خلال الربع الأخير من العام 2017 وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالتعاون والتنسيق والإعداد والتحضير لهما. ووافق المجلس على طلب العراق باستضافة «المرصد العربي الإعلامي للإرهاب» على أن يقدم العراق لائحة تفصيلية بشأن مقومات هذا المرصد وآليات تفعيله في الاجتماع المقبل للجنة الدائمة للإعلام العربي. وفي قرار له بشأن القضية الفلسطينية، دعا مجلس وزراء الإعلام العرب إلى ضرورة الاهتمام الإعلامي بما تقوم به دولة الاحتلال الصهيوني من انتهاكات للقوانين والشرائع الدولية، كما جدد المجلس الطلب من اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد وكالات الأنباء العربية تكثيف الأخبار المتعلقة بالقدس الشريف وممارسات دولة الاحتلال من خلال التبادل الاخباري مع الدول الأوروبية والإفريقية والآسيوية. ووافق مجلس وزراء الإعلام العرب على تشكيل الفريق الفني القانوني المختص لاقتراح إنشاء أو تعديل القوانين والتشريعات المناسبة للتعامل مع القنوات التي تسيء إلى أي دولة عربية، على أن تعقد اجتماعاته عند التقدم بشكوى من إحدى الدول الأعضاء إلى الأمانة العامة للجامعة العربية للبت والنظر فيها. وطلب المجلس مجددًا، في قرار له بشأن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» من الدول الأعضاء التي لم تقدم ترشيحاتها لعضوية الفريق الفني القانوني المختص سرعة موافاة الأمانة الفنية باسم مرشحيها لعضوية هذا الفريق. وبشأن «عاصمة الإعلام العربي»، قرر المجلس اختيار العاصمة العراقية «بغداد» عاصمة للإعلام العربي لعام 2018، مع التأكيد على تبني القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي، وبالتوازي مع اختيار عاصمة عربية أخرى سنويًا. وحول الاحتفال بيوم الإعلام العربي، قرر المجلس تكليفالأمانة العامة للجامعة العربية (قطاع الإعلام والاتصال) بتسمية الفئات المطلوبة لنيل جائزة التميز الإعلامي للدورة الثالثة ليوم الإعلام العربي في مجال التليفزيون 2017 – 2018 وتعميمها على الدول الأعضاء لتقديم ترشيحاتها لنيل هذه الجائزة في موعد غايته نهاية فبراير 2018. وطلب المجلس من الأمانة العامة للجامعة العربية وبعثات الجامعة في الخارج مواصلة التحرك الإعلامي في الخارج من خلال المنتديات والملتقيات الإعلامية لتعزيز الصورة الإيجابية للعرب والمسلمين ودعوة المنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية إلى القيام بهذا الدور.
وحول الإعلام وأجندة التنمية المستدامة، وافق مجلس وزراء الإعلام العرب على خارطة الطريق الإعلامية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 واعتبارها أحد برامج الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج على أن يتم الصرف منها لتنفيذ خارطة الطريق الإعلامية. وطلب المجلس من وزارات الإعلام أو الجهات المعنية بالإعلام في الدول الأعضاء التعاون والتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب لتنفيذ خارطة الطريق الإعلامية العربية. وحول حقوق البث التلفزيوني للأحداث والبطولات الرياضية الكبرى، طلب مجلس وزراء الإعلام العرب من الأمانة العامة للجامعة العربية تعميم مذكرة اتحاد إذاعات الدول العربية بشأن حقوق البث التلفزيوني للأحداث الرياضية الكبرى على الدول الأعضاء لدراستها وإبداء الملاحظات حولها من الناحية التشريعية والفنية وموافاة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بها خلال شهرين من تاريخه وذلك لعرضها على الاجتماع المقبل للجنة الدائمة للإعلام العربي في ديسمبر 2017.