سعد الدوسري
قد يكون هاشتاق «أين المرور»، واحد من أكثر الهاشتاقات تداولاً. فمن خلاله، سوف نطلع على كل الانطباعات حول معظم الحوادث المرورية.
نحن نعرف أن المرور ليس مسؤولاً عن صيانة الطرق المتهالكة، وزارة النقل هي المسؤولة عن هذا الأمر. ونعرف أيضاً أن وزارة التجارة والاستثمار مسؤولة عن إيقاف الغش التجاري الهائل في نوعيات إطارات السيارات التي تتفجر يومياً على طرقنا السريعة. ولا يخفى علينا أن قائد المركبة هو المسؤول عن الالتزام بالسرعة القانونية وبربط حزام الأمان وبعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة. كل هذا لا نجهله. لكننا نجهل لماذا لا تكون هناك هيئة تنسق يومياً وعلى مدار الساعة، لإيقاف هدر هذه الأرواح البريئة على الطرقات؟!
أثناء إجازة العيد، فقدنا رجالاً ونساءً وأطفالاً على الطرق السريعة، وعلى طرق ليست سريعة، ولا بد أن يكون للأزمة التي نعانيها مع الحوادث المرورية بدايةُ نهاية؛ من المؤكد أنها لن تنتهي في يوم وليلة، ولكن تزايدها لا يمكن قبوله. لا يمكن قبول أن يرمي كل طرف المسؤولية على الآخر، دون أن تؤسس الجهات المعنية كياناً يجعل شراكاتهم في المسؤولية متساوية ومعلنة. هكذا، سوف لن يأخذ المرور حصة الأسد في المسؤولية، بل ستتوزع على الجميع، مما سيحفزهم كلهم على العمل، وعلى إيجاد منفذ لتلك الأرواح التي تنزف دماءها على الطرق وداخل المدن، بشكل مجاني ومقلق.